ورقتي (١٥١ و- ١٥١ ظ) أعقبها (١٥١ ظ - ١٥٥ و) بتلخيص لما قيل في الدّرهم والدّينار من مختار كتاب «الدّنانير والدّراهم» لأبي بكر محمد بن خلف بن حيّان المعروف بوكيع، استخدمها في رسالته «شذور العقود في ذكر النّقود»، كذلك نقل بين ورقتي (١٥٥ ظ و ١٥٦ ظ) معلومات عن نقود الهند ومعاملة أهل خوارزم والقبجاق ومعاملة بغداد وعن خان بالق من بلاد الخطا.
ونقل المقريزي بين ورقتي (١٥٧ و- ١٦٠ ظ): مختارات من «سيرة المأمون البطائحي»، وهذا الكتاب أحد أهمّ مصادر المقريزي عن العصر الفاطمي، واستعان بما ورد فيه في ثلاثة من مؤلّفاته هي:«المواعظ والاعتبار»، و «اتّعاظ الحنفا»، و «المقفّى الكبير»(١).
وأعقب ذلك (بين ورقتي ١٦١ و- ١٦٣ ظ) بذكر «الخبر عن جنكزخان» ومصدره فيه كتاب «مسالك الأبصار» لابن فضل اللّه العمري، وإن لم يصرّح به، وهذا الكتاب هو أيضا مصدر المعلومات التي أثبتها المقريزي فيما دوّنه في فاتحة وخاتمة أجزاء نسخته من «المواعظ والاعتبار» عن «ملوك الهند»[فيما يلي ٤٤ - ٥٢] و «الخبر عن أجناس السّودان»[فيما يلي ٢٧ - ٢٨] و «الخبر عن الإمام الزّيدي القائم بصنعاء اليمن»[فيما يلي ٥٤ - ٥٥]، وهو كذلك - كما سبق أن أوضحت [فيما تقدم ٧٤: ٣ *]- المصدر الذي نقل عنه المقريزي أكثر عباراته وضوحا عن عصور سلاطين المماليك السّابقة عليه، وعلى الأخصّ وصف قلعة الجبل وخلع المماليك وأزيائهم. فقد كان في متناول المقريزي نسخة من الكتاب، هي النّسخة الموزّعة الآن بين مكتبات أحمد الثالث وآياصوفيا بإستانبول وجون ريلاندز بمانشستر، حيث سجّل المقريزي بخطّه على ظهريّة الأجزاء الثّالث والرّابع والخامس والسّادس والرّابع عشر والخامس عشر والسّابع عشر والتّاسع عشر والعشرين عبارته المعروفة:«انتقاه داعيا لمعيره أحمد بن علي المقريزي ٨٣١». وتدخّل المقريزي في نصّ العمري نفسه، حيث سمح لنفسه بتصحيح أوهام وقعت للعمري على هامش الكتاب. فعند حديث العمري على مدينة المنوفية قال:«وكانت منف المنسوب إليها هذا العمل هي مصر قديما»، فكتب المقريزي بخطّه على هامش النّسخة:«هذا وهم. منف التي هي مدينة أرض مصر في القديم إنّما هي أرض في طرف الجيزة تعرف بالبدرشين، لها عندي في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار عدّة أخبار».
وعند حديث العمري على أبيار المسمّاه بجزيرة أبي نصر، كتب المقريزي على هامش النّسخة: «جزيرة بني نصر منسوبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. وذلك أنّ بني
(١) انظر نصوص من أخبار مصر لابن المأمون، حقّقها وكتب مقدّمتها وحواشيها ووضع فهارسها أيمن فؤاد سيّد، القاهرة - المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية ١٩٨٣.