للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فيما تقدم ١٤٩: ٣]. وعند ذكره للحمّامات قال: إنّ ابن المتوّج ذكر «أنّ عدّة حمّامات مصر في زمنه بضع وسبعون حمّاما، وأنّ ابن عبد الظّاهر ذكر أنّ عدّة حمّامات القاهرة إلى آخر سنة خمس وثمانين وستّ مائة يقرب من ثمانين حمّاما» [فيما تقدم ١٠٣: ٣] بينما لم يذكر المقريزي سوى خمس وأربعين حمّاما فقط، ونقل عن ابن المتوّج كذلك أنّه «ذكر أنّ عدّة المساجد بمصر في زمنه أربع مائة وثمانون مسجدا ذكرها» [فيما تقدم ٧٠٧: ٤]، واكتفى هو بذكر اثنين وعشرين مسجدا فقط، وفعل الشيء نفسه مع الأسواق حيث قال: «إنّه كان بمدينة مصر والقاهرة وظواهرها من الأسواق شيء كثير جدّا قد باد أكثرها … وسأذكر من أخبار الأسواق ما أجد سبيلا إلى ذكره إن شاء اللّه» [فيما تقدم ٣١٥: ٣]؛ كما أنّ المقريزي يحيل كثيرا في ثنايا كتابه إلى معالم لم ترد في مبيّضة الكتاب [فيما تقدم ١: ٢٦٩: ٢؛ ١٩: ٤: ٤؛ ١: ٥؛ ٥: ٦؛ ١٨: ٧٤٣؛ ١٩: ٧٥٠].

من ذلك يتّضح أنّ عدم تخصيص المقريزي مداخل لبعض المعالم لا يعني عدم معرفته بها، وإنّما يعني أنّه لم يقع عليها اختياره ليذكرها في كتابه، وأنّه أورد فقط «ما تيسّر منها» أو كان «لذكره فائدة».

***

وبعد، فهذا هو كتاب «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» لشيخ مؤرّخي مصر الإسلامية تقيّ الدّين أحمد بن علي المقريزي، ، أقدّمه للعلماء والباحثين ومعه كشّافاته التّحليليّة كأوّل نشرة علميّة صحيحة وكاملة للكتاب اعتمدت على أصحّ نسخه وأتمّها المنقولة من أصل المؤلّف الذي كتبه بخطّه ومقابلة على مصادره التي اعتمد عليها؛ حامدا اللّه ﷿ على توفيقه وعظيم إنعامه عليّ بأن وفّقني إلى إخراج هذا السّفر الجليل والتّعليق عليه ﴿رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ﴾.

أيمن فؤاد سيّد

القاهرة ١٠ رجب سنة ١٤٢٥ هـ

٢٦ أغسطس سنة ٢٠٠٤ م