للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسرائيل إلى عدوة الطور، انطبق البحر على فرعون وقومه، فأغرقهم اللّه جميعا، ونجا موسى وقومه (١).

ونزل بنو إسرائيل جميعا في الطور، وسبّحوا مع موسى بتسبيح طويل قد ذكر في التّوراة.

وكانت مريم، أخت موسى وهارون، تأخذ الدّفّ بيديها، ونساء بني إسرائيل في أثرها بالدّفوف والطبول، وهي ترتّل التّسبيح لهن. ثم ساروا في البرّ ثلاثة أيّام، وأقفرت مصر من أهلها ومرّ موسى بقومه، ففنى زادهم في اليوم الخامس من آيار، فضجّوا إلى موسى، فدعا ربّه، فنزل لهم المنّ من السّماء. فلمّا كان اليوم الثالث والعشرون من آيار عطشوا وضجّوا إلى موسى، فدعا ربّه، ففجّر له [اثنتي عشرة] (a) عينا من الصّخرة (٢).

ولم يزل يسير بهم حتى وافوا طور سينين غرّة الشهر الثالث لخروجهم من مصر، فأمر اللّه موسى بتطهير قومه، واستعدادهم لسماع كلام اللّه سبحانه، فطهّرهم ثلاثة أيّام. فلمّا كان في اليوم الثالث - وهو السّادس من الشهر - رفع اللّه الطور وأسكنه نوره، وظلّل حواليه بالغمام، وأظهر في الآفاق الرّعود والبروق والصّواعق (٣)، وأسمع القوم من كلامه عشر كلمات، وهي:

«أنا اللّه ربّكم واحد، لا يكن لكم معبود من دوني، لا تحلف باسم ربّك كاذبا، اذكر يوم السّبت واحفظه، برّ والديك وأكرمهما، لا تقتل النفس، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بشهادة زور، لا تحسد أخاك فيما رزقه».

فصاح القوم وارتعدوا، وقالوا لموسى: لا طاقة لنا باستماع هذا الصّوت العظيم، كن السّفير بيننا وبين ربّنا، وجميع ما يأمرنا به سمعنا وأطعنا (٤). فأمرهم بالانصراف، وصعد موسى إلى الجبل في اليوم الثاني عشر، فأقام فيه أربعين يوما، ودفع اللّه إليه اللوحين الجوهر المكتوب عليهما العشر كلمات، ونزل في اليوم الثاني والعشرين من شهر تمّوز، فرأى العجل، فارتفع الكتاب وثقلا على يديه، فألقاهما وكسرهما، ثم برّد العجل وذرّاه على الماء، وقتل من القوم من استحقّ القتل (٥).


(a) زيادة اقتضاها السياق تبعا لما ورد في الآية ١٦٠ سورة الأعراف.
(١) الآيات ٦٣ - ٦٨ سورة الشعراء.
(٢) الآية ١٦٠ سورة الأعراف.
(٣) الآية ١٧١ سورة الأعراف.
(٤) التوراة، سفر الخروج ١/ ٢٠ - ٢٠.
(٥) التوراة، سفر الخروج ٧/ ٣٢ - ٢٠، وسفر التثنية ٩/ ٩ - ٢١؛ والآيات ١٤٨ - ١٥٢ سورة الأعراف؛ سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٣٢، ونشرة Breydy ٣.