للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبائل اليمن، واسمه نكل بن عمرو بن مالك بن زيد بن عريب. وفي هذه المصلّى مشهد الأعياد، ويؤمّ الناس ويخطب لهم بها في يوم العيد، خطيب جامع عمرو بن العاص. وليست هذه المصلّى هي التي أنشأها المسلمون عند فتح أرض مصر، وإنّما كانت مصلّى العيد في أوّل الإسلام غير هذه.

قال القضاعي: «مصلّى العيد»، كان مصلّى عمرو بن العاص مقابل اليحموم، وهو الجبل المطلّ على القاهرة، فلمّا ولي عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح مصر، أمر بتحويله، فحوّل إلى موضعه، المعروف اليوم ب «المصلّى القديم»، عند درب السّباع، ثم زاد فيه عبد اللّه بن طاهر سنة عشر ومائتين، ثم بناه أحمد بن طولون في سنة ستّ وخمسين ومائتين، واسمه باق عليه إلى اليوم.

قال الكندي: ولمّا قدم شفي الأصبحي إلى مصر، وأهل مصر قد اتّخذوا مصلّى بحذاء ساقية أبي عون عند العسكر، قال: ما لهم وضعوا مصلاّهم في الجبل الملعون، وتركوا الجبل المقدّس، يعني المقطّم؟

قال [الحسن بن ثوبان] (a): فقدّموا مصلاّهم إلى/ موضعه الذي هو به اليوم، يعني المصلّى القديم المذكور.

وقال الكندي: ثم ضاق المصلّى بالناس في إمارة عنبسة بن إسحاق الضّبّي على مصر، في أيّام المتوكّل على اللّه، فأمر عنبسة بابتناء المصلّى الجديد. فابتدئ ببنائه في العشر الأخير من شهر رمضان سنة أربعين ومائتين، وصلّي فيه يوم النحر من هذه السنة (١).

وعنبسة هو آخر عربي ولي مصر، وآخر أمير صلّى بالناس في المسجد (٢)، وهو المصلّى الذي بالصّحراء عند الجارودي. ثم جدّده الحاكم وزاد فيه، وجعل له قبّة، وذلك في سنة ثلاث وأربع مائة.


(a) زيادة من ولاة مصر اقتضاها السياق وهو سند الرواية.
(١) الكندي: ولاة مصر ٢٢٧ - ٢٢٨.
(٢) نفسه ٢٢٨؛ وفيما تقدم ٧٨: ٢.