للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل لجعفر بن محمد الصّادق عن الرّافضة: إنّهم يتبرّأون من عمّك زيد. فقال: برئ اللّه ممّن تبرّأ من عمّي، كان واللّه أقرأنا لكتاب اللّه، وأفقهنا في دين اللّه، وأوصلنا للرّحم، واللّه ما ترك فينا لدنيا ولا لآخرة مثله.

وقال أبو إسحاق السّبيعي: رأيت زيد بن عليّ، فلم أر في أهله مثله، ولا أعلم منه ولا أفضل، وكان أفصحهم لسانا، وأكثرهم زهدا وبيانا.

وقال الشّعبيّ: واللّه ما ولد النساء أفضل من زيد بن عليّ، ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد.

وقال أبو حنيفة: شاهدت زيد بن عليّ كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم، ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، لقد كان منقطع القرين.

وقال الأعمش:/ ما كان في أهل زيد بن عليّ مثل زيد، ولا رأيت فيهم أفضل منه، ولا أفصح ولا أعلم ولا أشجع، ولقد وفّى له من تابعه لإقامتهم على المنهج الواضح.

وسئل جعفر بن محمد الصّادق عن خروجه، فقال: خرج على ما خرج عليه آباؤه.

وكان يقال لزيد «حليف القرآن»، وقال: خلوت بالقرآن ثلاث عشرة سنة أقرؤه وأتدبّره، فما وجدت في طلب الرّزق رخصة، وما وجدت ﴿اِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اَللّهِ﴾ [الآية ١٠ سورة الجمعة] إلاّ العبادة والفقه.

وقال عاصم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب: لقد أصيب عندكم رجل ما كان في زمانكم مثله، ولا أراه يكون بعده مثله: زيد بن علي. لقد رأيته وهو غلام حدث، وإنّه ليسمع الشيء من ذكر اللّه فيغشى عليه، حتى يقول القائل: ما هو بعائد إلى الدّنيا!

وكان نقش خاتم زيد «اصبر تؤجر، اصدق تنج». وقرأ مرّة قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ﴾ [الآية ٣٨ سورة محمد]. فقال: إنّ هذا لوعيد وتهديد من اللّه.

ثم قال: اللهم لا تجعلنا ممّن تولّى عنك فاستبدلت به بدلا.

وكان إذا كلّمه إنسان وخاف أن يهجم على أمر يخاف منه مأثما، قال له: يا عبد اللّه، أمسك أمسك، كفّ كفّ، إليك إليك، عليك بالنظر لنفسك. ثم يكفّ عنه ولا يكلّمه.


= الأمصار ٦٣؛ أبي الفرج: مقاتل الطالبين ١٢٧ - ١٥١؛ المسعودي: مروج الذهب ٤١: ٤ - ٤٥؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ١٢٢: ٥ - ١٢٣؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٣٣: ١٥ - ٣٦؛ Montgomery Watt، W.، «Shi؟ icism under the Umayyads»، JRAS (١٩٦٠)، pp. ١٦٠ - ٧٠; Sezgin، F.، GASI، pp. ٥٥٦ - ٦٠;، El ٢ art.Zaydb.AliL ٢؛ XI، S.P. ناجي حسن: ثورة زيد ابن علي، بغداد ١٩٦٦؛ محمد أبو زهرة: الإمام زيد - حياته وعصره، آراؤه وفقهه، القاهرة ١٩٥٩؛ أيمن فؤاد: تاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن ٢١١ - ٢١٥.