للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن دفن بها منهم. وذكر ابن الزّيّات في مقدّمته من ألّف في الموضوع قبله.

وأشار ابن الزّيّات في أكثر من موضع من كتابه إلى عزمه على تأليف جزء يتضمّن تعيين خطط القاهرة ومشاهدها ومدافن الصّحراء ومشاهدها ومدافن مصر ومشاهدها ومدافن الجيزوة ومن قبر بها … ولا ندري إن كان قد أتمّ هذا الكتاب أم لا.

وقد نشر كتاب «الكواكب السّيّارة» في طبعة متواضعة العلاّمة أحمد تيمور باشا في القاهرة سنة ١٩٠٧ م، وهي بحاجة إلى إعادة نشر ومقابلتها على أصولها ومصادرها والمؤلّفات التي اعتمدت عليها. ومن الكتاب عدّة نسخ بدار الكتب المصرية تحمل الأرقام ٢٤ تاريخ م، ٢٦١ تاريخ، ٢٦٢ تاريخ، ٢٢٧٢ تاريخ، ٥٨ بلدان تيمور.

وآخر كتاب وصل إلينا في هذا الموضوع هو كتاب «تحفة الأحباب وبغية الطّلاّب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات» لنور الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السّخاوي الحنفي من علماء القرن العاشر وهو غير الحافظ الكبير شمس الدين السّخاوي المتوفى سنة ٩٠٢ هـ/ ١٤٩٧ م. وقد وضع السّخاوي كتابه على ترتيب كتاب «الكواكب السّيّارة» لابن الزّيّات باعتباره «أكمل كتاب في هذه الطّريقة» (١) إلاّ أنّه «دخل عليه السّهو في مواضع منه» فأراد السّخاوي «أن يجمع من الشّوارد ما فات ابن الزّيّات مع ذكر التّراجم المفيدة والمناقب الحميدة … ويبيّن كلّ فنّ في مكانه الذي هو فيه الآن، ويذكر صفة ما عليه إن كان موجودا أو معروفا ويذكر الخطّة التي هو فيها والتّربة التي دفن بها … لينتفع به الزّائر ويهتدي به الحائر … » (٢).

وقد بدأ السّخاوي كتابه بزيارة مشهد رأس إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن العلوي بالمطريّة، ثم اجتاز بعد ذلك المقابر الواقعة شمال القاهرة، ثم زار المقابر والمشاهد الواقعة داخل أسوار المدينة، ثم المشاهد والمزارات خارج باب زويلة جنوب القاهرة، ثم زار القرافة بادئا أيضا مثل سابقيه من باب القرافة، وأنهى كتابه بزيارة السّبعة التي أوصى بزيارتها القضاعيّ.

وقد طبع كتاب «تحفة الأحباب» مرّتين المرّة الأولى على هامش الجزء الرابع من كتاب «نفح الطّيب» للمقّري، ثم في نشرة مستقلة بعناية محمود ربيع وحسن قاسم (في سنة ١٩٣٧). وقد جاءت الطّبعتان مليئتين بالأخطاء والأوهام، والكتاب بحاجة إلى إعادة نشر بمنهج علمي نقدي


(١) السخاوي: تحفة الأحباب ٣.
(٢) نفسه ٣ وانظر. Ra? gib، Y.، op.cit.، pp. ٢٧٧ - ٧٩