وولي ابن غراب نظر الدّيوان المفرد في حادي عشر صفر سنة ثمان وتسعين وسبع مائة وعمره عشرون سنة أو نحوها - وهي أوّل وظيفة وليها - فاختصّ بابن الطبلاوي ولازمه وملأ عينه بكثرة المال. فتحدّث له في وظيفة نظر الخاصّ، عوضا عن سعد الدّين أبي الفرج بن تاج الدّين موسى، فوليها في تاسع عشر ذي القعدة، وغصّ بمكان ابن الطبلاوي، فعمل عليه عند السّلطان حتى غيّره عليه، وولاّه أمره، فقبض عليه في داره وعلى سائر أسبابه في شعبان في سنة ثمان مائة.
ثم أضيف إليه نظر الجيوش، عوضا عن شرف الدّين محمد الدّماميني في تاسع ذي القعدة سنة ثمان مائة، فعفّ عن تناول الرّسوم وأظهر من الفخر والحشمة والمكارم أمرا كبيرا. وقدّر اللّه موت السّلطان في شوّال سنة إحدى وثمان مائة، بعد ما جعله من جملة أوصيائه، فباطن الأمير يشبك الخازندار على إزالة الأمير الكبير أيتمش القائم بدولة الناصر فرج بن برقوق، وعمل لذلك أعمالا، حتى كانت الحرب - بعد موت السّلطان الملك الظّاهر - بين الأمير أيتمش وبين الأمير يشبك، في ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمان مائة، التي انهزم فيها أيتمش وعدّة من الأمراء إلى الشّام.