للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناظر الخاصّ وناظر الجيوش وأستادّار السّلطان وكاتب السّرّ وأحد أمراء الألوف الأكابر (١).

أسلم جدّه غراب، وباشر بالإسكندرية حتى ولي نظر الثّغر، ونشأ ابنه عبد الرّزّاق هناك، فولي أيضا نظر الإسكندرية، وولد له ماجد وإبراهيم. فلمّا تحكّم الأمير جمال الدّين محمود بن عليّ في الأموال أيّام الملك الظّاهر برقوق، اختصّ بإبراهيم، وحمله إلى القاهرة وهو صبي، واعتنى به، واستكتبه في خاصّ أمواله حتى عرفها. فتنكّر محمود عليه لأمر بدا منه في ماله، وهمّ به، فبادر إلى الأمير علاء الدّين عليّ بن الطبلاوي، وترامى عليه - وهو يومئذ قد نافس محمودا - فأوصله بالسّلطان، وأمكنه من سماع كلامه، فملأ أذنه بذكر أموال محمود، ووغر صدره عليه حتى نكبه، واستصفى أمواله كما ذكر في خبره عند ذكر مدرسة محمود من هذا الكتاب (٢).


= «هذه الخانقاه المباركة من إنشاء الأمير سعد الدّين إبراهيم بن عبد الرزّاق بن غراب الإسكندراني ناظر الجيوش المنصورة والخواصّ الشّريفة وكاتب السّرّ على أيّام السّلطان الظّاهر برقوق وولده، أنشأها بعد سنة ثمان مائة من الهجرة. وكانت وجهتها خارجة في الطريق ومن دوم أسفلها، فهدمتها لجنة حفظ الآثار العربية وأعادت بناءها على سمته في عصر خديو مصر الأعظم ومليكها الأفخم الحاج عبّاس حلمي الثاني أدام اللّه أيّامه، وذلك في سنة ١٣٢٩ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل السّلام وأذكى التحية». Lamei Mostafa، S.، Madrasa،) Hanqah und Mausoleum des Barquq in Kairo،. (p. ١٠٤
ويوجد على عضادة المدخل الأصلي للخانقاه كتابة تاريخية تنقص من أوّلها وآخرها، نصّها:
«[ ..... ] اللّه وأحوجهم إلى عفوه إبراهيم بن غراب أستاذدار العالية وناظر الجيوش المنصورة والخواصّ الشّريفة وما مع ذلك، تقبّل اللّه منه ولطف به في الدّارين بمحمد وآله سنة [ .... ]».
وراجع أيضا علي مبارك: الخطط التوفيقية ٨٥: ٦ - ٨٦ (٢١)، ١٣٩ (٤٩)؛ عاصم محمد رزق: خانقاوات الصوفية في مصر ٥٢٧: ٢ - ٥٣٧، أطلس العمارة الإسلامية ١٩٥: ٣ - ٢١٠.
(١) سعد الدّين إبراهيم بن عبد الرزّاق بن غراب، أصله من أولاد الكتبة الأقباط بالإسكندرية، راجع ترجمته كذلك عند المقريزي: درر العقود الفريدة ٩٢: ١ - ١٠٠، السلوك ٢٤: ٤؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٣٢٨: ٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٥٦: ١٣، المنهل الصافي ١٠٤: ١ - ١١٢؛ الصيرفي: نزهة النفوس ٢٢١: ٢؛ السخاوي: الضوء اللامع ٦٥: ١ - ٦٧؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٧٥٥: ٢/ ١.
(٢) فيما تقدم ٥٩٧.