للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمود بن سبكتكين مدرسة، وبنى بها أيضا المدرسة السّعدية (a)، وبنى بها أيضا مدرسة رابعة.

وأشهر ما بني في القديم «المدرسة النظاميّة» ببغداد، لأنّها أوّل مدرسة قرّر بها للفقهاء معاليم (١)، وهي منسوبة إلى الوزير نظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العبّاس الطوسي، وزير ملك شاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق (٢) في مدينة بغداد.

وشرع في بنائها في سنة سبع وخمسين وأربع مائة، وفرغت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وأربع مائة، ودرّس فيها الشيخ أبو إسحاق الشّيرازي الفيروزأبادي صاحب كتاب «التّنبيه في الفقه» على مذهب الإمام الشّافعي - عليه رحمة اللّه (b) فاقتدى الناس به من حينئذ في بلاد العراق وخراسان وما وراء النهر، وفي بلاد الجزيرة وديار بكر.

وأمّا مصر فإنّها كانت حينئذ بيد الخلفاء الفاطميين، ومذهبهم مخالف لهذه الطريقة، وإنّما هم شيعة إسماعيلية كما تقدّم.

وأوّل ما عرف إقامة درس من قبل السّلطان بمعلوم جار لطائفة من الناس بديار مصر في خلافة العزيز باللّه نزار بن المعزّ ووزارة يعقوب (c) بن يوسف (c) بن كلّس؛ فعمل ذلك بالجامع الأزهر - كما تقدّم ذكره (٣) - ثم عمل في دار الوزير يعقوب بن كلّس مجلس يحضره الفقهاء، فكان يقرأ فيه كتاب فقه على مذهبهم، وعمل أيضا مجلس بجامع عمرو بن العاص من مدينة فسطاط مصر لقراءة كتاب الوزير. ثم بنى الحاكم بأمر اللّه أبو عليّ منصور ابن العزيز دار العلم بالقاهرة، كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب (١).


(a) بولاق: السعيدية.
(b) بولاق: ورحمه.
(c) (c-c) ساقطة من بولاق.
(١) عن المدرسة النظاميّة انظر Talas، A.، La madrasa; Nizamiyya et son histoire، Paris ١٩٣٩ مصطفى جواد: «المدرسة النظامية ببغداد»، سومر ٩ (١٩٥٣)، ٣١٣ - ٣٤٢.
وعن المدارس في بغداد والمشرق الإسلامي عموما راجع، عماد عبد السلام رؤوف: مدارس بغداد في العصر العباسي، بغداد ١٩٦٦.
(٢) انظر مراجع ترجمة الوزير نظام الملك، فيما تقدم ٢٥٦: ١ هـ ٢.
(٣) فيما تقدم ٩٥.