للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتغيّر بيبغا روس النّائب على شيخو رعاية لأخيه، وسأل أن يعفى من النّيابة، ويعفى منجك من الوزارة. (a)) وتعتّب تعتّبا كثيرا، فاتّفق الحال على عزل منجك من الوزارة (a) واستقراره في الأستادّارية والتّحدّث في عمل حفر البحر، وأن يستقرّ أسندمر (b) العمري - المعروف برسلان يصل (c) - في الوزارة. فطلب، وكان قد حضر من الكشف، وألبس خلع الوزارة في يوم الاثنين الرّابع والعشرين من شهر ربيع الأوّل.

وكان عزل منجك (d) من الوزارة في ثالث ربيع الأوّل المذكور، وتولّى أمر شدّ البحر. فجبى من الأجناد من كلّ مائة دينار درهما، ومن التّجّار والمتعيّشين في مصر والقاهرة من كلّ واحد عشرة دراهم إلى خمسة دراهم إلى درهم، ومن أصحاب الأملاك والدّور في مصر والقاهرة:

على كلّ قاعة ثلاثة دراهم، وعلى كلّ طبقة درهمين، وعلى كلّ مخزن أو إسطبل درهما.

وجعل المستخرج في خان مسرور بالقاهرة، والمشدّ على المستخرج الأمير بيلك، فجبي مال كثير.

وأمّا أسندمر (b) فإنّ أحوال الدّولة توقّفت في أيّامه، فسأل في الإعفاء فأعفي، وأعيد منجك إلى الوزارة بعد أربعين يوما وقد تمنّع تمنّعا كبيرا. ولمّا عاد إلى الوزارة فتح باب الولايات بالمال، فقصده النّاس وسعوا عنده، فولّى وعزل، وأخذ في ذلك مالا كثيرا. فيقال إنّه أخذ من الأمير مازان لمّا نقله من المنوفيّة إلى الغربيّة، ومن ابن العنتابي (e) لمّا نقله من الأشمونين إلى البهنساوية، ومن ابن سلمان لمّا ولاّه منوف، ستة آلاف دينار ووفّر إقطاع شادّ الدّواوين، وجعله باسم المماليك السّلطانية ووفّر/ جوامكهم ورواتبهم. وشرع أوباش النّاس في السّعي عنده في الوظائف والمباشرات بمال، وأتوه من البلاد، فقضى أشغالهم، ولم يردّ أحدا طلب شيئا.

ووقع في أيّامه الفناء العظيم، فانحلّت إقطاعات كثيرة، فاقتضى رأي الوزير أن يوفّر الجوامك والرّواتب التي للحاشيّة، وكتب لسائر أرباب الوظائف وأصحاب الأشغال والمماليك السّلطانية مثالات بقدر جوامك كلّ منهم، وكذلك لأرباب الصّدقات. فأخذ جماعة من الأقباط ومن الكتّاب ومن الموقّعين إقطاعات في نظير جوامكهم، وتوفّر في الدّولة مال كثير عن الجوامك والرّواتب.


(a-a) ساقطة من بولاق.
(b) بولاق: أستدمر.
(c) بولاق: بصل.
(d) بولاق: وكان منجك قد عزل.
(e) بولاق: الغساني.