يا أمّة، سلكت ضلالا بيّنا … حين (a) استوى إقرارها وجحودها
ملتم إلى أنّ المعاصي لم تكن … إلاّ بتقدير الإله وجودها
لو صحّ ذا كان الإله بزعمكم … منع الشّريعة أن تقام حدودها
حاشا وكلاّ أن يكون إلهنا … ينهى عن الفحشاء ثمّ يريدها
وله قصيدة سمّاها «الجوهريّة في الرّدّ على القدريّة».
وجدّد الجامع الذي بالقرافة الكبرى، ووقف ناحية بلقس: على أن يكون ثلثاها على الأشراف من بني حسن وبني حسين ابني عليّ بن أبي طالب ﵃ وسبع قراريط منها على أشراف المدينة النّبويّة، وجعل فيها قيراطا على بني معصوم إمام مشهد عليّ ﵁(١).
ولمّا ولي الوزارة مال على المستخدمين بالدّولة وعلى الأمراء، وأظهر مذهب الإمامية وهو مخالف لمذهب القوم، وباع ولايات الأعمال للأمراء بأسعار مقرّرة، وجعل مدّة كلّ متولّ ستة أشهر. فتضرّر النّاس من كثرة تردّد الولاة على البلاد، وتعبوا من ذلك. وكان له مجلس في اللّيل يحضره أهل العلم ويدوّنون شعره، ولم يترك مدّة أيّامه غزو الفرنج وتسيير الجيوش لقتالهم في البرّ والبحر، وكان يخرج البعوث في كلّ سنة مرارا.
وكان يحمل في كلّ عام إلى أهل الحرمين مكّة والمدينة من الأشراف سائر ما يحتاجون إليه من الكسوة وغيرها، حتى يحمل إليهم ألواح الصّبيان التي يكتب فيها، والأقلام والمداد وآلات
(a) بولاق: حتى. (١) وصل إلينا جزء من وقفيّة الصّالح طلائع وهي محفوظة بدار الوثائق القومية بالقاهرة برقم ١/ ١ ومؤرّخة في أوّل جمادى الأولى سنة ٥٥٤ هـ/ ١١٥٩ م. وهذه الوقفيّة أقدم وقفيّة وصلت إلينا والوحيدة الباقية من العصر الفاطمي. ولكنّ النّصّ الذي وصل إلينا ليس هو النّصّ الأصلي وإنّما نسخة نسخت عنه في سنة ٧٠٥ هـ/ ١٣٠٤ م، في الفترة الواقعة بين الرّوك الحسامي والرّوك النّاصري، والتي تمّ فيها إعادة قياس الأراضي المصرية. وتوجد في مجموعة تيمور باشا الملحقة بدار الكتب المصرية نسخة أخرى نسخت عن هذه النسخة في نهاية القرن التاسع عشر محفوظة بها برقم ١٤٣٠ تاريخ. وقد نشر هذه الوقفيّة كلود كاهن ويوسف راغب ومصطفى أنور طاهر. انظر Cahen، Cl.، Ragib، Y.et Taher، M.A.، «L'achat et le Waqf d'un grand domaine Egyptien par le vizir fatimide Tala'i c b.Ruzzik»، An.Isl.، XIV (١٩٧٦)، pp. ٥٩ - ١٢٦.