للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليّ منصور (١) - ولد يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرّم سنة تسعين وأربع مائة، وبويع له بالخلافة يوم مات أبوه وهو طفل له من العمر خمس سنين وشهر (a) وأيّام في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة خمس وتسعين. أحضره الأفضل بن أمير الجيوش وبايع له ونصبه مكان أبيه، ونعته ب «الآمر بأحكام اللّه».

وركب الأفضل فرسا وجعل في السّرج شيئا وأركبه عليه لينمو شخص الآمر، وصار ظهره في حجر الأفضل، فلم يزل تحت حجره حتى قتل الأفضل ليلة عيد الفطر سنة خمس عشرة وخمس مائة. فاستوزر بعده القائد أبا عبد اللّه محمد/ بن فاتك البطائحي، ولقّبه ب «المأمون» فقام بأمر دولته إلى أن قبض عليه في ليلة السّبت رابع شهر رمضان سنة تسع عشر وخمس مائة (٢).

فتفرّغ الآمر لنفسه، ولم يبق له ضدّ ولا مداج (b)، وبقي بغير وزير، وأقام صاحبي ديوان:

أحدهما جعفر بن عبد المنعم (c)) ابن أبي قيراط (c)، والآخر سامريّ يقال له أبو يعقوب إبراهيم، ومعهما مستوف يعرف بابن أبي نجاح كان راهبا.

ثم تحكّم هذا الرّاهب في النّاس وتمكّن من الدّواوين، فابتدأ في مطالبة النّصارى، وحقّق في جهاتهم الأموال وحملها أوّلا فأوّلا. ثم أخذ في مصادرة بقيّة المباشرين والمعاملين والضّمناء والعمّال، وزاد إلى أن عمّ ضرره جميع الرّؤساء والقضاة والكتّاب والسّوقة، بحيث لم يخل أحد من ضرره. فلمّا تفاقم أمره قبض عليه الآمر، وضرب بالنّعال حتى مات بالشّرطة، فجرّ إلى كرسي الجسر وسمّر على لوح وطرح في النّيل وجذّف حتى خرج إلى البحر الملح (٣).


(a) بولاق: أشهر.
(b) بولاق: مزاحم.
(c-c) ساقطة من بولاق.
(١) راجع ترجمة الآمر بأحكام اللّه عند، ابن ظافر: أخبار الدول المنقطعة (القسم الخاص بالفاطميين) ٨٧ - ٩٣؛ ابن ميسر: أخبار مصر ٧٠ - ١١٢؛ النويري: نهاية الأرب ٢٧٤: ٢٨ - ٢٩٦؛ ابن أيبك: كنز الدرر ٤٦١: ٦ - ٥٠٥؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٩: ٣ - ١٣٣؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٧٠: ٥ - ١٨٥؛ جمال الدين الشيال: مجموعة الوثائق الفاطمية ٤١ - ٦٧، ١٩٣ - ٢٣٠؛ Stern، S.M.، El ٢ art.al-amir bi Ahkam Allah، I، pp. ٣٧٢ - ٧٢؛ أيمن فؤاد: الدولة الفاطمية في مصر ٢٢٦ - ٢٥٣.
(٢) فيما تقدم ٥١٣: ٢ - ٥١٥.
(٣) راجع، أيمن فؤاد: الدولة الفاطمية في مصر ٢٣٩ - ٢٤١ وما ذكر من مصادر ومراجع.