ينقطع عند مخرج البحر الهندي المحيط مع خطّ الاستواء، حيث الطّول مائة وسبعون درجة، ثم يتّصل من شعبة البحر الهندي الملاقي لشعبة المحيط الخارجة إلى بحر الظّلمات من الشّرق بجنوب كثير من وراء مخرج البحر الهندي في الجنوب. وتبقى الظّلمات من هاتين الشّعبتين: شعبة المحيط الجائية على جنوب الظّلمات شرقا بغرب (a)، ومخرج البحر الهندي الجائية على الظّلمات، حتى تتلاقى الشّعبتان عند مخرج هذا الجبل كتفصيل السّراويل، ثم ينفرج برأس البحرين شعبتان على مبدأ هذا الجبل، ويبقى الجبل بينهما كأنّه خارج من نفس الماء.
ومبدأ هذا الجبل هنا وراء قبّة أرين عن شرقيها، وبعده منها خمس عشرة درجة. ويقال لهذا الجبل في أوّله المجرّد، ثم يمتدّ حتى ينتهي في القسم الغربي إلى طوله إلى خمس وستين درجة من أوّل المغرب. وهناك يتشعّب من الجبل المذكور جبل القمر، وينصبّ منه النّيل. وبه أحجار برّاقة كالفضّة تتلألأ تسمّى صنجة الباهب (b)، كلّ من نظرها ضحك والتصق بها حتى يموت، ويسمّى مغناطيس الناس، ويتشعّب منه شعب يسمّى أسيفي، أهله كالوحوش، ثم ينفرج منه فرجة، ويمرّ منه شعب إلى نهاية المغرب في البحر المحيط يسمّى جبل وحشية، به سباع لها قرون طوال لا تطاق، وينعطف دون تلك الفرجة من جبل قاف شعاب، منها شعبتان إلى خطّ الاستواء يكتنفان مجرى النّيل من الشّرق والغرب، فالشّرقي يعرف بجبل فاقولا (c)، وينقطع عند خطّ الاستواء، والغربي يعرف بأدمدمة (d) يجري عليه نيل السّودان المسمّى ببحر الدّمادم، وينقطع تلقاء مجالات الحبشة ما بين مدينة سمغرة وجيمي وراء هذه الشّعبة، يمتدّ منه شعبة هي الأمّ من الموضع المعروف فيه الجبل بأسيفي المذكور إلى خطّ الاستواء، حيث الطّول هناك عشرون درجة، ويعرف هناك بجبل كوسقانة (e)، وبه وحوش ضارية.
ثم ينتهي إلى البحر المحيط وينقطع دونه بفرجة، وذلك وراء التّكرور عند مدينة قلتبو (f). ووراء هذا الجبل سودان يقال لهم نمنم يأكلون الناس. ثم تتّصل الأم من ساحل/ البحر الشّامي في شماله شرقيّ رومية الكبرى مسامتا للشّعبة المسماة أدمدمة المنقطعة بين سمغرة وجيمي، لا يكاد يخطوها حيث الطول خمس وثلاثون درجة. ويقع منشأ اتّصال هذه الأم على عرض خمسين درجة، وكذلك تقع شعبها الآخذة في الجنوب على عرض خمسين درجة عند آخرها، ما بين سردانية (g) وبلنسية.