للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رابع المحرّم سنة إحدى وأربع مائة، صرف الكافي بن عبدون عن النّظر والتّوقيع، وقرّر بدله أحمد بن محمد القشوري الكاتب في الوساطة والسّفارة، وحضر الحسين بن جوهر وعبد العزيز بن النّعمان إلى القاهرة فأكرما، ثم صرف ابن القشوري بعد عشرة أيّام من استقراره وضربت عنقه، وقرّر بدله زرعة بن عيسى بن نسطورس الكاتب النّصراني، ولقّب بالشّافي (١).

ومنع النّاس من الرّكوب في المراكب في الخليج، وسدّت أبواب الدّور التي على الخليج والطّاقات المطلّة عليه، وأضيف إلى قاضي القضاة مالك بن سعيد النّظر في المظالم، وأعيدت مجالس الحكمة وأخذ مال النّجوى، وقتل ابن عبدون وأخذ ماله، وضرب جماعة وشهروا من أجل بيعهم الملوخيّة والسّمك الذي لا قشر له وبسبب بيع النّبيذ (٢).

وقتل الحسين بن جوهر وعبد العزيز بن النّعمان في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربع مائة، وأحيط بأموالهما، وأبطلت عدّة مكوس، ومنع النّاس من الغناء واللّهو ومن بيع المغنّيات ومن الاجتماع بالصّحراء (٣).

وفي هذه السنة خلع حسّان بن مفرّج بن دغفل بن الجرّاح طاعة الحاكم، وأقام أبا الفتوح حسين بن جعفر الحسني أمير مكّة خليفة، وبايعه ودعا النّاس إلى طاعته ومبايعته، وقاتل عساكر الحاكم (٤).

وفي سنة اثنتين وأربع مائة، منع من بيع الزّبيب وكوتب بالمنع من حمله، وألقي في بحر النّيل منه شيء كثير وأحرق شيء كثير. ومنع النّساء من زيارة القبور، فلم ير في الأعياد بالمقابر امرأة واحدة، ومنع من الاجتماع على شاطئ النّيل للتّفرّج، ومنع من بيع العنب إلاّ أربعة أرطال فما دونها، ومنع من عصره، وطرح كثير منه وديس في الطّرقات، وغرّق كثير منه في النّيل، ومنع من حمله، وقطعت كروم الجيزة كلّها، وسيّر إلى الجهات بذلك (٥).

وفي سنة ثلاث وأربع مائة نزع السّعر، وازدحم النّاس على الخبز. وفي ثاني ربيع الأوّل منها هلك عيسى بن نسطورس، فأمر النّصارى بلبس السّواد وتعليق صلبان الخشب في أعناقهم، وأن يكون الصّليب ذراعا في مثله، وزنته خمسة أرطال، وأن يكون مكشوفا بحيث يراه النّاس،


(١) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٨٤ - ٨٥، ٨٦.
(٢) نفسه ٨٦: ٢.
(٣) نفسه ٨٦: ٢ - ٨٧.
(٤) نفسه ٨٧: ٢.
(٥) نفسه ٨٩: ٢ - ٩٢.