عيسى بن نسطورس على ديوان الخاصّ، وقلّد سليمان بن جعفر بن فلاح الشّام. فخرج منجوتكين (a) بدمشق (b) وسار منها لمدافعة سليمان بن جعفر بن فلاح. فبلغ الرّملة، وانضمّ إليه ابن الجرّاح الطّائي في كثير من العرب، وواقع ابن فلاح، فانهزم وفرّ، ثم أسر فحمل إلى القاهرة وأكرم. واختلف أهل الدّولة على ابن عمّار، ووقعت حروب آلت إلى صرفه عن الوساطة وله في النّظر أحد عشر شهرا غير خمسة أيّام، فلزم داره وأطلقت له رسوم وجرايات (١).
وأقيم الطّواشي برجوان الصّقلبي (c) مكانه في الوساطة لثلاث بقين من رمضان سنة سبع وثمانين وثلاث مائة، فجعل كاتبه فهد بن إبراهيم يوقّع عنه ولقّبه ب «الرّئيس»، وصرف سليمان ابن فلاح عن الشّام بجيش بن الصّمصامة.
وقلّد فخذ (d) بن إسماعيل الكتامي مدينة صور، وقلّد يانس الخادم برقة، وميسورا الخادم طرابلس، ويمنا الخادم غزّة وعسقلان. فواقع جيش الرّوم على فامية، وقتل منهم خمسة آلاف رجل، وغزا إلى أن دخل مرعش. وقلّد وظيفة قضاء القضاة أبا عبد اللّه الحسين بن عليّ ابن النّعمان في صفر سنة تسع وثمانين وثلاث مائة بعد موت قاضي القضاة محمد ابن النّعمان.
وقتل الأستاذ برجوان لأربع بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاث مائة، وله في النّظر سنتان وثمانية أشهر غير يوم واحد (٢)، وردّ النّظر في أمور النّاس وتدبير المملكة والتّوقيعات إلى الحسين بن جوهر ولقّب ب «قائد القوّاد»، فخلفه الرئيس فهد، واتّخذ
(a) في بعض النسخ: ينجوكتين؟ (b) بولاق: من دمشق. (c) بولاق: الصقلي. (d) بولاق: فحل. - اللّه بين متعاطفة معه، مدافعة عن سياساته، أو مهاجمة له تتّهمه بالخلل والجنون، أهمّها، محمد عبد اللّه عنان: الحاكم بأمر اللّه وأسرار الدّعوة الفاطمية، القاهرة ١٩٣٧، ١٩٥٩؛ عبد المنعم ماجد: الحاكم بأمر اللّه الخليفة المفترى عليه، القاهرة ١٩٥٨، Sadik، A.A.، The Reign of Al-Hakim bi Amr Allah (٣٦٦/ ٩٩٦ - ٤١١/ ١٠٢١).A Political Study، Beirut ١٩٧٤; Canard، M.، El ٢? art.al-Hakim bi Amr Allah III، pp. ٧٩ - ٨٤; Bianquis، Th.، «Al-Hakim bi Amr Allah ou la folie de l'unite chez un souverain fatimide»، Les Africains xi (١٩٧٩)، pp. ١٠٧ - ٣٣; Van Ess، J.، L ٢ Chiliastishe Erwatungen und die Versuchung der Gattlichkeit: der Kalif al-Hakim (٣٧٥ - ٤١١ H) Hiedelberg-Winter ١٩٧٧; Halm، H، «Der Treuhan der Gottes.Die Edikte des Kalifen al- Hakim»، Der Islam ٦٣ (١٩٨٦)، pp. ١١ - ٧٢. (١) انظر أخبار أبي محمد الحسن بن عمّار، الملقّب أمين الدّولة، فيما تقدم ١٠٥: ٣ - ١٠٧. (٢) انظر أخبار برجوان الصّقلبي، فيما تقدم ٧: ٣ - ٩؛ وكذلك المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٥: ٢ - ٢٩.