للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسين/ بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العبّاس من جميع المنابر، بعد أن أقاموا هم وسلفهم فيها ستين سنة.

وفي شهر ربيع الأوّل من هذه السنة وجد المنبر الجديد الذي نصب في الجامع قد لطّخ بعذرة، فوكّل به من يحفظه، وعمل له غشاء من أدم مذهّب في شعبان من هذه السنة، وخطب عليه ابن خدّاع وهو مغشّى.

وزيادة قرّة من القبلي والشّرقي، وأخذ بعض دار عمرو وابنه عبد اللّه بن عمرو فأدخله في المسجد، وأخذ منهما الطّريق الذي بين المسجد وبينهما، وعوّض ولد عمرو ما هو في أيديهم اليوم من الرّباع، وأمر قرّة بعمل المحراب المجوّف على ما تقدّم شرحه؛ وهو المحراب المعروف بعمرو، لأنّه في سمت محراب المسجد القديم الذي بناه عمرو.

وكانت قبلة المسجد القديم عند العمد المذهّبة في صفّ التّوابيت اليوم، وهي أربعة عمد:

اثنان في مقابلة اثنين، وكان قرّة أذهب رءوسها، وكانت مجالس قيس، ولم يكن في المسجد عمد مذهّبة غيرها، وكانت قديما حلقة أهل المدينة، ثم زوّق أكثر العمد وطوّق في أيّام الإخشيد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة (١). ولم يكن للجامع أيّام قرّة بن شريك غير هذا المحراب، فأمّا المحراب الأوسط الموجود اليوم، فعرف بمحراب عمر بن مروان عمّ الخلفاء، وهو أخو عبد الملك وعبد العزيز، ولعلّه أحدثه في الجدار بعد قرّة. وقد ذكر قوم أنّ قرّة عمل هذين المحرابين (٢).

وصار للجامع أربعة أبواب، وهي الأبواب الموجودة في شرقيه الآن، وآخرها باب إسرائيل وهو باب النّحّاسين. وفي غربيه أربعة أبواب شارعة في زقاق كان يعرف بزقاق البلاط، وفي بحريه ثلاثة أبواب (٣).

وبيت المال الذي في علوّ الفوّارة بالجامع بناه أسامة بن زيد التّنوخي، متولّى الخراج بمصر، سنة سبع وتسعين في أيّام سليمان بن عبد الملك، وأمير مصر يومئذ عبد الملك بن رفاعة الفهمي، وكان مال المسلمين فيه (٤).


= النجوم الزاهرة ٦٩: ١ - ٧٠؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣٣٨: ٣؛ وراجع، فريد شافعي: العمارة العربية ٦٢٤ - ٦٣٥.
(١) ابن دقماق: الانتصار ٦٤: ٤، أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٠: ١ - ٧١.
(٢) حاشية بخطّ المؤلّف: «ابن خداع هو أبو القاسم الحسين النّسّابة ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن محمد الأرقط بن عبد اللّه».
(٣) ابن دقماق: الانتصار ٦٣: ٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٧١: ١.
(٤) نفسه ٦٤: ٤؛ نفسه ٧١: ١، وانظر كذلك -