وقال الواقديّ: حدّثنا محمد بن هلال قال: أوّل من أحدث المحراب المجوّف عمر بن عبد العزيز ليالي بنى (a) مسجد النّبيّ ﷺ.
وذكر عمر بن شبّة أنّ عثمان بن مظعون تفل في القبلة، فأصبح مكتئبا. فقالت له امرأته: ما لي أراك مكتئبا؟ قال: لا شيء إلاّ أنّي تفلت في القبلة وأنا أصلّي. فعمدت إلى القبلة فغسلتها، ثم عملت خلوقا فخلّقتها. فكانت أوّل من خلّق القبلة.
وقال أبو سعيد سلف الحميري: أدركت مسجد عمرو بن العاص طوله خمسون ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا، وجعل الطّريق يطيف به من كلّ جهة، وجعل له بابان يقابلان دار عمرو ابن العاص، وجعل له بابان في بحريه وبابان في غربيه. وكان الخارج إذا خرج من زقاق القناديل وجد ركن المسجد الشّرقي محاذيا لركن دار عمرو بن العاص الغربي، وذلك قبل أن تؤخذ (b) من دار عمرو بن العاص ما أخذ؛ وكان طوله من القبلة إلى البحري مثل طول دار عمرو بن العاص، وكان سقفه مطأطأ جدّا ولا صحن له، فإذا كان الصّيف جلس النّاس بفنائه من كلّ ناحية، وبينه وبين دار عمرو سبع أذرع (١).
قلت: وأوّل من جلس على منبر أو سرير ذي أعواد ربيعة بن محاسن.
وقال القضاعيّ في كتاب «الخطط»: وكان عمرو بن العاص قد اتّخذ منبرا، فكتب إليه عمر ابن الخطّاب ﵁ يعزم عليه في كسره، ويقول: أما بحسبك أن تقوم قائما والمسلمون جلوس تحت عقبيك، فكسره (٢).
قال كاتبه (c): وفي سنة إحدى وستين ومائة، أمر المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور بتقصير المنابر، وجعلها بقدر منبر رسول اللّه (d) ﷺ(٣).
قال القضاعيّ: وأوّل من صلّي عليه من الموتى داخل الجامع أبو الحسين (e) سعيد بن عثمان، صاحب الشّرط، في النّصف من صفر؛ وكانت وفاته فجأة، فأخرج ضحوة يوم الأحد السّادس
(a) كذا في جميع النسخ. (b) بولاق: أخذ. (c) بولاق: مؤلفه. (d) بولاق: النبي. (e) بولاق: أبو الحسن. (١) ابن دقماق: الانتصار ٦٢: ٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٦٧: ١. (٢) نفسه ٦٣: ٤؛ نفسه ٦٧: ١؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣٣٧: ٣. (٣) نفسه ٦٨: ٤.