التّذكاري البارز عن سمت جدار المؤخّر، ولكن في هذه المرّة بأبعاد ضخمة ٨٣، ١١ مترا * ٨٦، ٨ مترا، ويزيّن واجهتا المدخل الجانبيتين ثلاث حنيات مستطيلة يعلوها عقد منكسر، بينما لم يوجد سوى عقدين في جامع الحاكم وعقد واحد في جامع المهديّة، وامتاز جامع الظّاهر بمدخلين تذكاريين آخرين، يتوسّط أحدهما الضّلع البحري والثّاني الضّلع الجنوبي (١) ولكن بأبعاد أقلّ، يتوسّطان صحن الجامع فقط، بسبب كبر مساحته ولسهولة الدّخول إليه.
ويحيط بالصّحن الأوسط للجامع أربعة أروقة يحتوي رواق القبلة منها على ستة بوائك، والرّواقان البحري والجنوبي على ثلاث بوائك، بينما يحتوي الرّواق الغربي على بائكتين فقط. وترتكز جميع بوائك الجامع المطلّة على الصّحن، مثل جامعي ابن طولون والحاكم، على دعائم؛ كما ترتكز بائكتان من بوائك رواق القبلة السّتّ على دعائم، وترتكز أيضا جميع المجازات التي تتوسّط بوائك الأضلاع الأربعة والتي تؤدّي ثلاث منها إلى المداخل الخارجية الثّلاث للجامع على دعائم.
ولعلّ أهمّ ما يميّز جامع الظّاهر هو احتواؤه على مقصورة تتقدّم المحراب تشغل تسعة أروقة يتكوّن كلّ ضلع من أضلاعها الثلاثة من ثلاثة عقود وتبلغ مساحتها ٥، ١٥ مترا مربّعا. ويتوسّط الضّلع الرابع من المقصورة محراب كبير مجوّف على جانبيه حنيتان مسطّحتان يعلوهما نافذتان، وكانت المقصورة في الأصل مغطّاة بقبّة من الآجرّ ضاعت الآن (٢).
ورغم أنّ المدارس ذات الأواوين أصبحت هي الطّابع المميّز للعمارة الدّينية منذ العصر الأيّوبي، فقد استمرّ مع ذلك بناء الجوامع ذات الأروقة في دولة المماليك البحرية وصدر دولة المماليك الشّراكسة في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. وجميع هذه الجوامع - فيما عدا ما شيّده النّاصر محمد بن قلاوون: الجامع النّاصري الجديد (٧١٢ هـ/ ١٣١٢ م) وجامع القلعة (٧١٨ هـ/ ١٣١٨ م) - بناها كبار الأمراء المماليك لا السّلاطين، ووجدت في شوارع المدينة الرّئيسة، جنوب وجنوب شرق السّور الجنوبي للمدينة الفاطمية، وهي: جامع قوصون (٧٣٠ هـ/ ١٣٣٠ م) وجامع ألماس (٧٣٠ هـ/ ١٣٣٠ م) وجامع بشتاك (٧٣٥ هـ/ ١٣٣٥ م)
(١) Creswell، K.A.C.، El ٢ art.Bab I، p. ٨٥٣ (٢) Hautecoeur & Wiet، Les Mosquees du Caire، pp. ٢٦١ - ٦٢ L ٢؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٣٥: ٣ - ٣٧.