للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسلطن ولقّب نفسه بالملك الكامل في يوم الجمعة رابع عشرين ذي الحجّة؛ فبعث إليه وهزمه، واستعاد دمشق.

ثم قدمت التّتر إلى بلاد حلب وعاثوا بها، فتوجّه إليهم السّلطان بعساكره، وأوقع بهم على حمص في يوم الخميس رابع عشرين رجب سنة ثمانين وستّ مائة، وهزمهم بعد مقتلة عظيمة، وعاد إلى قلعة الجبل.

وتوجّه في سنة أربع وثمانين حتى نازل حصن المرقب ثمانية وثلاثين يوما، وأخذه عنوة من الفرنج، وعاد إلى القلعة. ثم بعث العسكر فغزا بلاد النّوبة في سنة سبع وثمانين وعاد بغنائم كثيرة.

ثم سار في سنة ثمان وثمانين لغزو الفرنج بطرابلس (١)، فنازلها أربعة وثلاثين يوما حتى فتحها عنوة في رابع ربيع الآخر، وهدمها جميعها، وأنشأ قريبا منها مدينة طرابلس الموجودة الآن، وعاد إلى قلعة الجبل. وبعث لغزو النّوبة ثانيا عسكرا، فقتلوا وأسروا وعادوا.


= المماليك الشّراكسة (البرجيّة). (راجع، ابن عبد الظّاهر: تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور، تحقيق مراد كامل، القاهرة ١٩٦١؛ شافع بن علي: الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، بيروت - المكتبة العصرية ١٩٩٧؛ النويري: نهاية الأرب ٧: ٣١ - ١٧٦؛ ابن أيبك: كنز الدرر ٢٣١: ٨ - ٣٠٣؛ بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة ١٧٤ - ٢٧٢؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٦٦: ٢٤ - ٢٧١؛ اليوسفي: نزهة الناظر في دولتي المنصور والنّاصر (وهو كتاب اعتمد عليه كثيرا العيني: عقد الجمان ٢٩: ٣، ووصل إلينا منه قسم عنوانه «نزهة النّاظر في سيرة الملك النّاصر (انظر المقدمة)، ابن حبيب: تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه ٤٨: ١ - ١٣٥؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ١٥٢: ٧ - ٢٨٠، ١: ٨ - ٩٨؛ المقريزي: السلوك ٦٦٣: ١ - ٧٥٧؛ العيني: عقد الجمان ٢٢٥: ٢ - ٣٩١، ٩: ٣ - ٢٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٩٢: ٧ - ٣٤٣، المنهل الصافي ٩١: ٩ - ٩٧.
وراجع كذلك الدراسات التالية، محمد جمال الدين سرور: دولة بني قلاوون في مصر، القاهرة - دار الفكر العربي ١٩٤٧؛ محمد حمزة الحداد: السلطان المنصور قلاوون (تاريخ - أحوال مصر في عهده - منشآته المعمارية)، القاهرة - مكتبة مدبولي ١٩٩٣، ١٩٩٨، Rabie، H.، El art.Kalawun VI، pp. ٥٠٥ - ٧; Northrup، L.S.، From Slave to Sultan.The Career of-Mansur Qalawun and the Consolidation of Mamluk Rule in Egypt and Syria (٦٧٦ - ٦٨٩ A.H./ ١٢٧٩ - ١٢٩٠ A.D.)، Stuttgart ١٩٩٨.
(١) حول مدينة طرابلس - الواقعة الآن في شمال لبنان الحالية - وتاريخها والإنشاءات التي أقامها بها السّلطان المنصور قلاوون، راجع السيد عبد العزيز سالم: «طرابلس الشّام، تاريخها وآثارها في العصر الإسلامي»، مجلة كلية الآداب - جامعة الإسكندرية ١٦ (١٩٦٢)، -؛ نفسه: طرابلس الشّام في التاريخ الإسلامي، الإسكندرية ١٩٦٧؛ عمر عبد السلام تدمري: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، ١ - ٢، بيروت ١٩٧٤، ١٩٨١؛ نفسه: تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك -