للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدّور من هذا الكتاب (١). ولهم أيضا كساوى القماش المنوّع، ولهم عند سفرهم إلى الصّيد وغيره العلوفات والأنزال (٢).

وكانت لهم آداب لا يخلّون بها: منها أنّهم إذا دخلوا إلى الخدمة بالإيوان أو القصر وقف كلّ أمير في مكانه المعروف به، ولا يجسر أحد منهم ولا من المماليك أن يحدّث رفيقه في الخدمة ولا بكلمة واحدة، ولا يلتفت إلى نحوه أيضا، ولا يجسر أحد منهم ولا من المماليك أن يجتمع بصاحبه في نزهة ولا في رمي النّشّاب ولا غير ذلك، ومن بلغ السّلطان عنه أنّه اجتمع بآخر نفاه أو قبض عليه.

واختلف زيّ الأمراء والعساكر في الدّولة/ التّركيّة (٣). وقد بيّنا ما كان عليه زيّهم حتى غيّره الملك المنصور قلاوون، عند ذكر سوق الشّرابشيين (٤)، وصار زيّهم إذا دخلوا إلى الخدمة بالأقبية التّتريّة (٥) والتّكلاوات (a) (٦) فوقها، ثم القباء الإسلامي فوقها، وعليه تشدّ المنطقة والسّيف (٧).


(a) بولاق: الكلاوات.
(١) فيما تقدم ٢٢٠ - ٢٢١، ٢٣٣، ٢٣٦.
(٢) ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٣١؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٥٥: ٤.
(٣) عن أنواع الملابس والخلع المختلفة في زمن المماليك، راجع، Mayer، L.A.، Mamluk Costume، Geneve ١٩٥٢، نقله إلى العربية صالح الشّيتي بعنوان: الملابس المملوكية، القاهرة - الهيئة العامة للكتاب ١٩٧٢.
(٤) فيما تقدم ٣٢٧ - ٣٢٨.
(٥) القباء ج. أقبية. ثوب يلبس فوق الثّياب، سمّي بذلك لاجتماع أطرافه. (ابن منظور: لسان العرب ٢٨: ٢٠؛ Dozy، R.، Dictionnaire detaille de noms des vetements chez les Arabes، p. ٣٥٢; id.، Suppl.
(Dict.Ar.، II، p. ٣١٥.
والأقبية التّتريّة ذات أصل أجنبي، وهي غير القباء التّتري السّلاري، كان لها كمران يلفّا الصّدر من اليسار إلى اليمين، بدلا من عمل الشّقّة المستقيمة التقليدية للقمصان التي كانت تلبس في عصر الفاطميين. وكانت تصنع من الصوف والأطلس والحرير أو القطن البعلبكي، وكان لونه إمّا أبيض أو مزيّن بأشرطة باللونين الأحمر والأزرق ويطلق عليه اسم «المشهّر» وله أكمام ضيّقة. Mayer، L.A.، op.cit.، p. ٢١)؛ المقريزي: السلوك ٥٨٤: ١ هـ ١، ٨٢٠، ٩٧: ٢).
(٦) لا نعرف على التدقيق مواصفات التكلاوات، ويرى Mayer أنه ثوب كان يلبس في الهند ومصر فقط.
(Mayer، L.، op.cit.، p. ٢١ n. ٦).
(٧) ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٣٤؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٤٠: ٤ وفيه: «يشدّ عليه السّيف من جهة اليسار، والصّولق والكزلك من جهة اليمين».