وطلّسمات كثيرة، وعمل كرة (a) من فضّة، ونقش عليها صورة الكواكب، ودهنها بالدّهن الصّيني، وأقامها على منار في وسط منف، وعمل في هيكل أبيه روحانيّ زحل من ذهب أسود مدبّر. وعمل في وقته ميزانا يعتبر به الناس، كفّتاه من ذهب، وعلاّقته من فضّة، وسلاسله من ذهب، فكان معلّقا في هيكل الشّمس، وكتب على إحدى كفّتيه «حقّ»، والأخرى «باطل»، وتحته فصوص قد نقش عليها أسماء الكواكب، فيدخل الظّالم والمظلوم يأخذ كلّ منهما فصّا من تلك الفصوص، ويسمّي عليه ما يريده، ويجعل أحد الفصّين في كفّة، والآخر في كفّة، فتثقل كفّة الظّالم، وترتفع كفّة المظلوم؛ ومن أراد سفرا أخذ فصّين، وذكر على أحدهما اسم السّفر، وعلى الآخر الإقامة، وجعل كلّ واحد في كفّة، فإن ثقلا جميعا ولم يرتفع أحدهما على الآخر لم يسافر، وإن ارتفعا سافر، وإن ارتفع أحدهما أخّر السّفر ثم سافر. وكذا من عليه دين، ومن له غائب، أو ينظر في صلاح أمره وفساده.
ويقال: إنّ بخت نصّر لمّا دخل إلى مصر حمل هذا الميزان معه فيما حمل إلى بابل، وجعله في بيت من بيوت النار.
وعمل في أيامه أيضا تنّور، يشوى فيه من غير نار، وقدر (b) يطبخ فيه بغير نار، وسكّين تنصب فإذا رآها شيء من البهائم أقبل حتى يذبح نفسه بها، وعمل ماء يستحيل نارا، وزجاجا يستحيل هواء، وأشياء من النّيرنجيات والنّواميس (١).
وأمّا «البرابي»(٢) فذكر ابن وصيف شاه أنّ سوريد الذي بنى الأهرام هو الذي بنى البرابي كلّها، وعمل فيها الكنوز، وزبر عليها علوما، ووكّل بها روحانيّة تحفظها ممّن يقصدها.
وقال في كتاب «الفهرست»: وبمصر أبنية يقال لها: البرابي من الحجارة العظيمة الكبر (c)، وهي على أشكال مختلفة، وفيها مواضع للصّحن والسّحق والحلّ والعقد والتّقطير تدلّ على أنّها عملت لصناعة الكيمياء، وفي هذه الأبنية نقوش (d) وكتابات لا يدرى ما هي، وقد أصيبت [خزائن] (e) تحت الأرض فيها هذه العلوم مكتوبة في التوز، وهي صفائح الذّهب والنّحاس، وفي الحجارة (٣).
(a) بولاق: كورة. (b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: الكبيرة وابن النديم: المفرطة في الكبر. (d) بعد ذلك عند ابن النديم: بالكلدانية والقبطية. (e) إضافة من ابن النديم. (١) النويري: نهاية الأرب ١٣٢: ١٥ - ١٣٣. (٢) انظر عن البرابي ومفردها بربا. Wiet، G.، El ٢? art.Barba I، p. ١٠٧٠ (٣) ابن النديم: الفهرست ٤١٨.