للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها إلى الخليج، وأبواب الطّاقات من الدّور التي تشرف على الخليج، وكذلك أبواب الدّور والخوخ التي على الخليج (١).

قال القاضي الفاضل في «متجدّدات» حوادث سنة أربع وتسعين وخمس مائة: ونهي عن ركوب المتفرّجين في المراكب في الخليج، وعن إظهار المنكر، وعن ركوب النّساء مع الرّجال، وعلّق جماعة من رؤساء المراكب بأيديهم (٢).

وقال (a)) في متجدّدات سنة تسعين وخمس مائة (a): ويوم الأربعاء تاسع عشر رمضان، ظهر في هذه المدّة من المنكرات ما لم يعهد في مصر في وقت من الأوقات، ومن الفواحش ما خرج من الدّور إلى الطّرقات، وجرى الماء في الخليج بنعمة اللّه سبحانه بعد القنوط ووقوف الزّيادة في الذّراع السادس عشر.

فركب أهل الخلاعة وذوو البطالة في مراكب في نهار شهر رمضان، ومعهم النّساء الفواجر، وبأيديهن المزاهر يضربن بها وتسمع أصواتهن ووجوههن مكشوفة، وحرفاؤهن من الرّجال معهن في المراكب لا يمنعون عنهن الأيدي ولا الأبصار، ولا يخافون من أمير ولا مأمور سببا (b) من أسباب الإنكار، وتوقّع أهل المراقبة ما يتلو هذا الخطب من المعاقبة.

(a)) قال كاتبه: ما برح هذا الخليج منتزها لأهل القاهرة يركبون فيه المراكب للنّزهة إلى أن حفر الملك النّاصر محمد بن قلاوون الخليج النّاصري (a)، قال جامع «السّيرة النّاصرية محمد ابن قلاوون» (٣): وفي سنة ستّ وسبع مائة، رسم الأميران بيبرس وسلار بمنع الشّخاتير (٤) والمراكب من دخول الخليج الحاكمي والتفرّج فيه، بسبب ما يحصل من الفساد، والتّظاهر بالمنكرات اللاتي تجمع الخمر وآلات الملاهي، والنّساء المكشوفات الوجوه، المتزيّنات بأفخر زينة من كوافي الزّركش والقنابيز والحليّ العظيم، ويصرف على ذلك الأموال الكثيرة، ويقتل فيه جماعة عديدة. فرسم (c) الأميران المذكوران لمتولّي الصّناعة بمصر: أن يمنع المراكب من دخول الخليج


(a-a) إضافة من مسودة الخطط.
(b) بولاق: شيئا.
(c) بولاق: ورسم.
(١) المقريزي: السلوك ١٤٢: ١؛ وفيما تقدم ٧١.
(٢) نفسه ١٤٢: ١.
(٣) أي اليوسفي صاحب كتاب «نزهة النّاظر في سيرة الملك النّاصر».
(٤) شختور، شختورة ج. شخاتير. نوع من المراكب النيلية التي كانت تستخدم كمعاد لتعدية النّاس في النّيل إبّان زيادته، كما كانت تستخدم كذلك بغرض الفرجة والنّزهة في خلجان النّيل وبركه. (درويش النخيلي: السفن -