ذلك، إلاّ أنّه كان تجاه القاهرة بستان ريدان، ويعرف اليوم بالرّيدانيّة (١)، وعند مصلّى العيد خارج باب النّصر - حيث يصلّى الآن على الأموات - كان ينزل هناك من يسافر إلى الشّام.
فلمّا كان قبل سنة خمس مائة، ومات أمير الجيوش بدر الجمالي/ في سنة سبع وثمانين وأربع مائة، بني خارج باب النّصر له تربة دفن فيها (٢)، وبني أيضا خارج باب الفتوح منظرة - وقد ذكر خبرها عند ذكر المناظر من هذا الكتاب (٣) - وصار أيضا فيما بين باب الفتوح والمطريّة بساتين قد تقدّم خبرها (٤).
ثم عمّرت الطّائفة الحسينيّة بعد سنة خمس مائة، خارج باب الفتوح، عدّة منازل اتّصلت بالخندق، وصار خارج باب النّصر مقبرة إلى ما بعد سنة سبع مائة. فعمّر النّاس به حتىّ اتّصلت العمائر من باب النّصر إلى الرّيدانيّة، وبلغت الغاية من العمارة، ثم تناقصت من بعد سنة تسع وأربعين وسبع مائة إلى أن فحش خرابها من حين حدثت المحن في سنة ستّ وثمان مائة.
فهذا حال ظواهر القاهرة منذ اختطّت وإلى يومنا هذا، ويحتاج ما ذكر هنا إلى مزيد بيان.
(١) فيما تقدم ٦٢، وفيما يلي ٤٦٤. (٢) فيما تقدم ٦٣ حيث يذكر النّصّ أنّ بدرا الجمالي بعد أن قام بتدبير أمر الدولة المستنصرية أنشأ بحري مصلّى العيد خارج باب النّصر تربة عظيمة وفيها قبره هو وولده الأفضل وأبو علي كتيفات ابن الأفضل وأنّها باقية إلى وقته؛ أمّا بقيّة المواضع التي ورد فيها ذكر تربة بدر الجمالي فتفيد أنّها أنشئت بعد وفاته. (فيما يلي ٤٦٢، ٤٤٤: ٢، ٤٦٣). (٣) فيما تقدم ٥٦٨: ٢. (٤) فيما تقدم ٥٨٢: ٢.