للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البساتين المذكورة وبين بركة الفيل، فكان ما جازه يمينك إذا خرجت من باب زويلة هو البساتين المذكورة وما وراءها إلى جامع ابن طولون والمشهد النّفيسي، وما جازه يسارك مقبرة من حيث الموضع الذي يعرف اليوم بالدّرب الأحمر إلى مسجد الذّخيرة (١) تحت القلعة تجاه شبابيك مدرسة السّلطان حسن وغربي سوق الخيل.

وكانت الرّميلة فضاء إلى مقابر القرافة، ومن المقابر على سفح الجبل إلى تحت الجبل الأحمر تجاه مسجد تبر، جميع ذلك فضاء، والشّرف الذي عليه قلعة الجبل هو موضع قبّة الهواء التي بنى تحتها أحمد بن طولون قصره وميدانه وقطائعه، وهي من حدّ الصّوّة إلى نحو باب الصّرافة ومن الميدان تحت القلعة وإلى حدرة ابن قميحة بجوار الجامع الطّولوني، ثم خرب ذلك على يد محمد ابن سليمان الكاتب وبقيت فيه عدّة مساكن حدثت في غلاء/ المستنصر إلى أن عمّر السّلطان صلاح الدّين قلعة الجبل هذه على يد الطّواشي بهاء الدّين قراقوش الأسدي، فلمّا سكنها الملك الكامل ناصر الدّين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيّوب، نظر الأسواق تحت القلعة بالرّميلة طلبا للإيسو واتّخذها الملوك من بعده دار ملك يسكنونها بأولادهم وحرمهم وعساكرهم إلى أن كانت سلطنة الملك النّاصر محمد بن قلاوون الثّالثة واعتنى بقلعة الجبل وأكثر من العمائر بها، اختطّ النّاس باتجاه القلعة من الأملاك حيث المكان المعروف بالصّلبية إلى قناطر السّباع ومن قناطر السّباع إلى المقس ومن قناطر السّباع إلى مصر.

وانحسر ماء النّيل أيضا عن الموضع المعروف ب «بولاق»، فاختطّ النّاس من خطّ ساحل مصر حيث الموضع الذي يعرف بمنشأة المهراني والمريس ومنشأة الكتّاب والزّربيّة (٢) وحكر ابن الأثير وبولاق وجزيرة الفيل إلى منية السّيرج وما في شرقي هذه المواضع من الأحكار إلى باب القنطرة وأرض الطّبّالة إلى كوم الرّيش ومنية السّيرج، وعمّر النّاس التّرب فيما بين قلعة الجبل إلى قبّة النّصر تحت الجبل الأحمر، وما بين سفح الجبل إلى باب النّصر ومن باب النّصر إلى الرّايدانيّة.

وستقف على ذلك مفصّلا مبيّنا فيه ابتداء حدوث هذه الأماكن والتّعريف بمن اختطّها إن شاء اللّه تعالى (a) (٣).


(a) نهاية النص المنقول من مسودة الخطط والذي بدأ صفحة ٣٦٠.
(١) حلّ محلّه الآن جامع الرّفاعي المواجه لجامع ومدرسة السلطان حسن؛ وانظر فيما يلي ٤١١: ٢.
(٢) انظر عن الزّربية وكيفية عملها فيما يلي ٤٣٥ هـ ١.
(٣) المقريزي: مسودة الخطط ٤٧ ظ - ٤٩ ظ.