الذي عهد به إليه الخليفة، وكان بخطّ ابن لقمان ومن إنشائه. ثم ركب السّلطان بالخلعة والطّوق، ودخل من باب النّصر، وشقّ القاهرة وقد زيّنت له، وحمل (a) الوزير الصّاحب بهاء الدّين محمد بن عليّ بن حنّا التّقليد على رأسه قدّام السّلطان والأمراء، ومن دونهم مشاة بين يديه، حتى خرج من باب زويلة إلى قلعة الجبل. فكان يوما مشهودا.
وفي ثالث (b) شوّال سنة اثنتين وستين وستّ مائة، سلطن الملك الظّاهر بيبرس ابنه الملك السّعيد ناصر الدّين محمد بركة خان، وأركبه بشعار السّلطنة، ومشى قدّامه وشقّ القاهرة كما تقدّم، وسائر الأمراء مشاة من باب النّصر إلى قلعة الجبل، وقد زيّنت القاهرة (١).
وآخر من ركب بشعار السّلطنة وخلعة الخلافة والتّقليد السّلطان النّاصر محمد بن قلاوون، عند دخوله إلى القاهرة من البلاد الشّامية، بعد قتل السّلطان الملك المنصور حسام الدّين لاجين، واستيلائه على المملكة في ثامن جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وستّ مائة.
وقال المسبّحيّ في حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة: نودي في السّقّائين أن يغطّوا روايا الجمال والبغال لئلاّ تصيب ثياب النّاس.
وقال في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة: أمر العزيز باللّه أمير المؤمنين بنصب أزيار الماء مملوءة ماء على الحوانيت، ووقود المصابيح على الدّور وفي الأسواق (٢).
وفي ثالث ذي الحجّة سنة تسعين (c) وثلاث مائة، أمر أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللّه النّاس بأن يقدوا القناديل في سائر البلد على جميع الحوانيت وأبواب الدّور والمحال والسّكك الشّارعة وغير الشّارعة، ففعل ذلك (٣).
ولازم الحاكم بأمر اللّه الرّكوب في اللّيل، وكان ينزل كلّ ليلة إلى موضع موضع وإلى شارع شارع وإلى زقاق زقاق. وألزم (d) النّاس بالوقيد فتناظروا فيه، واستكثروا منه في الشّوارع والأزقّة،
(a) بولاق: وعمل. (b) في الروض الزاهر: ثالث عشر. (c) النسخ: سنة إحدى وتسعين والتصويب من اتعاظ الحنفا. (d) بولاق: وكان قد ألزم. الإشعردي، المتوفى سنة ٦٩٣ هـ/ ١٢٩٤ م، راجع، الصفدي: الوافي بالوفيات ٩٧: ٦ - ٩٨؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه ١٧٢: ١؛ المقريزي: المقفى الكبير ٢٦٠: ١ - ٢٦٢، السلوك ٨٠٤: ١؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٥٠: ٨، المنهل الصافي ١٣٦: ١ - ١٣٨. (١) ابن عبد الظاهر: الروض الزاهر ٢٠٤. (٢) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٧٧: ١. (٣) نفسه ٣٧: ٢، وفيما يلي ٢٨٥: ٢.