للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأواني والحليّ والجواري وغير ذلك، وحمل إلى القلعة، فبلغ قيمة ما وجد بداره في هذه النّوبة مائتي ألف دينار. وسلّم ابن البقري لشادّ الدّواوين بقاعة الصّاحب من القلعة، فضرب بالمقارع نيّفا وثلاثين شيبا، وولي موفّق الدّين أبو الفرج نظر الخاصّ.

ثم إنّ الملك الظّاهر لمّا عاد إلى المملكة - بعد ثورة الأمير يلبغا النّاصريّ والأمير تمربغا منطاش عليه، وخلعه من الملك وسجنه بالكرك، ثم قيامه بأهل الكرك ودخوله إلى القاهرة، وعوده إلى المملكة - ولّى ابن البقري الوزارة في يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وسبع مائة، عوضا عن موفّق الدّين أبي الفرج (١)، ثم صرف في يوم الخميس العشرين من شهر رمضان، وأعيد الوزير أبو الفرج، وأحيط بدور ابن البقري، وأسلم هو وابنه تاج الدّين عبد اللّه إلى الأمير ناصر الدّين محمد بن آقبغا آص (٢).

فلمّا استقرّ الأمير ناصر الدّين محمد بن الحسام الصّقري (a) في الوزارة يوم الثلاثاء سابع عشرين ذي الحجّة منها (٣)، عوضا عن الوزير أبي الفرج، اشترط على السّلطان أمورا مها استخدام الوزراء المعزولين؛ فجلس بشبّاك قاعة الصّاحب من القلعة، وبعث إلى من بالقاهرة من الوزراء المعزولين، وهم: شمس الدّين عبد اللّه المقسي، وعلم الدّين عبد الوهّاب بن الطّنساوي المعروف بسنّ إبرة، وسعد الدّين سعد اللّه بن البقري، وموفّق الدّين أبو الفرج، وفخر الدّين عبد الرّحمن بن عبد الرّزّاق بن إبراهيم بن مكانس (٤). فأقرّ المقسي وسنّ إبرة معا في نظر الدّولة، وأقرّ ابن البقري ناظر البيوت ومستوفي الدّولة، وقرّر أبا الفرج في استيفاء الصّحبة، وابن مكانس في استيفاء


(a) بولاق: الصفدي. القبطي المصري المعروف بابن مكانس، وزير الدّيار المصرية وناظر خاصّها منذ سنة ٧٨٠ هـ/ ١٣٧٨ م، وعزل سنة ٧٩١ هـ/ ١٣٨٩ م وتوفي بعد خطوب قاساها سنة ٨٠٣ هـ/ ١٤٠٠ م. (راجع، المقريزي: السلوك ١٠٧٢: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ١٦٩: ٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٢: ١٣، المنهل الصافي ٣٣٧: ٧ - ٣٤٠؛ الصيرفي: نزهة النفوس ١٢٩: ٢؛ السخاوي: الضوء اللامع ٣١٢: ٤).
(١) المقريزي: السلوك ٧١١: ٣.
(٢) الأمير ناصر الدّين محمد بن آقبغاآص شاد الدّواوين، المتوفى سنة ٧٩٥ هـ/ ١٣٩٣ م. (المقريزي: السلوك ٧٩٤: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٤٦٤: ١؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٦: ١٢؛ الصيرفي: نزهة النفوس ٣٧٠: ١ وأيضا ٢٩٣، ٢٩٦، ٣١٨).
(٣) المقريزي: السلوك ٧٢٧: ٣؛ الصيرفي: نزهة النفوس ٣٤٢: ١.
(٤) نفسه ٧٢٧: ٣ - ٧٢٨.