للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحال مع الأمراء على كتابة أوراق بكلف (a) الدّولة، فلمّا قرئت بمحضر الأمراء، بلغت الكلف ثلاثين ألف ألف درهم، والمتحصّل خمسة عشر ألف (b) ألف درهم. فأبطل ما استجدّ بعد موت الملك النّاصر بأسره، فلم يستمرّ غير شهر واحد حتى عاد الأمر على ما كان عليه، بحيث بلغ مصروف الحوائج خاناه في كلّ يوم اثنين وعشرين ألف درهم، بعد ما كانت في أيّام النّاصر محمد ثلاثة عشر ألف درهم.

فلمّا مات الملك الصّالح إسماعيل، وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك الكامل سيف الدّين شعبان بن محمد، صرف الموفّق عن نظر الخاصّ، ونقل ابن زنبور إليها (c) من استيفاء الصّحبة، واستقرّ فخر الدّين السّعيد في استيفاء الصّحبة، وذلك في ربيع الآخر سنة ستّ وأربعين وسبع مائة. فباشر ذلك إلى أخريات رجب نيّفا وثمانين يوما. فولّى الملك الكامل نظر الخاصّ لفخر الدّين ابن السّعيد مستوفى الدّولة، وأعاد ابن زنبور من نظر الخاصّ إلى استيفاء الدّولة.

فلمّا كان في المحرّم سنة سبع وأربعين، أعيد نجم الدّين وزير بغداد إلى الوزارة، وقرّر ابن زنبور في نظر الدّولة، فاستمرّ إلى أن قتل الكامل شعبان، وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك المظفّر حاجي في مستهلّ جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين، فطلب ابن زنبور، وأعيد إلى نظر الخاصّ، وقبض على فخر الدّين بن السّعيد وطولب بالحمل، وأضيف إليه نظر الجيش، فباشر ذلك إلى سنة إحدى وخمسين، فأضيف إليه الوزارة في يوم الخميس سابع عشرين ذي القعدة، وخلع عليه، وكان له يوم عظيم جدّا.

فلمّا كان يوم السبت، جلس بشبّاك قاعة الصّاحب من القلعة في دست الوزارة، واستدعى جميع المباشرين، وطلب المقدّم ابن يوسف، وشدّ وسطه على ما كان عليه، وطلب المعاملين وسلفهم على اللّحم وغيره، واستكتب المباشرين أنّه لم يكن في بيت المال ولا الأهراء من الدّراهم والغلال شيء ألبتّة، ودخل بها وقرأها على السّلطان والأمراء. وشرع في عرض لأرباب (a) الوظائف كلّهم، وطلب حساب الأقاليم بأسرها، وولّى صهره فخر الدّين ماجد قروينة (d) (١) نظر


(a) بولاق: كلفة.
(b) ساقطة من بولاق.
(c) بولاق: أرباب.
(d) بولاق: فرويته.
(١) الوزير الصّاحب فخر الدّين ماجد بن قروينة القبطي المصري، توفي تحت العقوبة سنة ٧٦٨ هـ/ ١٣٦٩ م. (ابن حبيب: تذكرة النبيه ٢٣٤: ٣؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٦١: ٣؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٩٧: ١١، المنهل -