وعاش سام مباركا إلى أن مات؛ وعاش ابنه أرفخشذ بن سام مباركا حتى مات. وكان الملك الذي يهبه (a) اللّه والنّبوّة والبركة في ولد أرفخشذ بن سام.
وكان أكبر ولد حام/ كنعان بن حام - وهو الذي حبل به في الرجز في الفلك - فدعا عليه نوح فخرج أسود، وكان في ولده الجفاء والملك والجبروت، وهو أبو السّودان والحبش كلّهم.
وابنه الثاني كوش بن حام، وهو أبو السّند والهند. وابنه الثالث فوط بن حام، وهو أبو البربر، وابنه الأصغر الرابع بيصر بن حام، وهو أبو القبط كلهم (١).
فولد بيصر بن حام أربعة: مصر بن بيصر وهو أكبرهم والذي دعا له نوح بما دعا له، وفارق ابن بيصر، وماح بن بيصر [وياح بن بيصر] (b). وقيل ولد مصر أربعة: فقط بن مصر، وأشمن بن مصر، وأتريب بن مصر، وصا بن مصر (٢).
وعن ابن لهيعة وعبد اللّه بن خالد: أوّل من سكن مصر بيصر بن حام بن نوح ﵇ بعد أن أغرق اللّه تعالى قومه، وأوّل مدينة عمّرت بمصر منف: فسكنها بيصر بولده وهم ثلاثون نفسا، منهم أربعة أولاد له قد بلغوا وتزوّجوا، وهم مصر وفارق وياح وماح - وكان مصرا أكبرهم - فبنوا مصر، وكان إقامتهم قبل ذلك بسفح المقطّم، ونقروا هناك منازل كثيرة (٣).
وكان نوح ﵇ قد دعا لمصر أن يسكنه اللّه الأرض الطّيّبة المباركة التي هي أمّ البلاد وغوث العباد، ونهرها أفضل الأنهار، ويجعل له فيها أفضل البركات، ويسخّر له الأرض ولولده ويذلّلها لهم ويقوّيهم عليها، فسأله عنها فوصفها له وأخبره بها.
قالوا: وكان مصر بن بيصر مع نوح في السّفينة لمّا دعا له، وكان بيصر بن حام قد كبر وضعف، فساق ولده مصر وجميع إخوته إلى مصر فنزلوها، وبذلك سمّيت مصر (٤).
فلمّا قرّ قرار بيصر وبنيه بمصر، قال لمصر إخوته فارق وماح وياح بنو بيصر: قد علمنا أنك أكبرنا وأفضلنا، وأن هذه الأرض التي أسكنك إيّاها جدّك نوح، ونحن نضيّق عليك أرضك -
(a) بولاق: يحبه. (b) زيادة من ابن عبد الحكم. c في الفضائل الباهرة: نبط. (١) ابن عبد الحكم: فتوح مصر ٨. (٢) نفسه ٨. (٣) نفسه ٩؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣١٣: ٣ وفيما يلي ٣٦٤. (٤) نفسه ٩؛ ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة ٦.