وخرج إليهم قائد القوّاد فأمرهم بالانصراف والبكور لقراءة سجلّ بالعفو عنهم، فانصرفوا بعد العصر. وقرئ من الغد سجلّ كتب منه نسخة للمسلمين، ونسخة للنصارى، ونسخة لليهود، بأمان لهم والعفو عنهم (١).
وقال في ربيع الآخر: واشتدّ خوف النّاس من أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللّه، فكتب ما شاء اللّه من الأمانات للغلمان الأتراك الخاصّة وزمامهم (a)) ومن يحمدهم (a) من الحمدانية والبكجورية والغلمان العرفاء، والمماليك وصبيان الدّار، وأصحاب الإقطاعات والمرتزقة، والغلمان الحاكميّة القدم على اختلاف أصنافهم.
وكتب أمان لجماعة من خدم القصر الموسومين بخدمة الحضرة، بعد ما تجمّعوا، وصاروا إلى تربة العزيز باللّه، وضجّوا بالبكاء، وكشفوا رءوسهم. وكتبت سجلاّت عدّة بأمانات للدّيلم والجيل والغلمان الشّرابيّة والغلمان المرتاحيّة (b) والغلمان البشارية والغلمان المفرّقة العجم وغيرهم، والنّقباء والرّوم المرتزقة. وكتبت عدّة أمانات للزّويليين والبنّادين والطّبّالين والبرقيين والعطوفيين، وللعرّافة الجوّانيّة، والجوذريّة، وللمظفّريّة، وللصّنهاجيين، ولعبيد الشّراء الحسينيّة، وللميمونية، وللفرحيّة، وأمان لمؤذّني أبواب القصر، وأمانات لسائر البيازرة والفهّادين والحجّالين، وأمانات أخر لعدّة أقوام؛ كلّ ذلك بعد سؤالهم وتضرّعهم (٢).
وقال في جمادى الآخرة: وخرج أهل الأسواق على طبقاتهم: كلّ يلتمس كتب أمان يكون لهم. فكتب فوق المائة سجلّ بأمان لأهل الأسواق على نسخة واحدة، وكان يقرأ جميعها في القصر أبو عليّ أحمد بن عبد السّميع العبّاسي، وتسلّم أهل كلّ سوق ما كتب لهم.
وهذه نسخة إحداها بعد البسملة:
«هذا كتاب من عبد اللّه ووليّه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر اللّه أمير المؤمنين، لأهل مسجد عبد اللّه (٣): أنّكم من الآمنين بأمان اللّه الملك الحقّ المبين، وأمان جدّنا محمّد خاتم النّبيين، وأبينا عليّ خير الوصيّين،
(a-a) بولاق: وأمرائهم. (b) بولاق: الريحانية. (١) المسبحي: نصوص ضائعة ٢٠؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٥٤: ٢ - ٥٥. (٢) نفسه ٢١؛ نفسه ٥٥: ٢ - ٥٦. (٣) انظر عن مسجد عبد اللّه فيما تقدم ١٢٥: ٢ هـ ٥.