للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى «تاريخه الكبير»، كأن يقول في نهاية ترجمة السّلطان الظّاهر جقمق: «ووقع له في سلطنته غرائب لم تقع قبله إلاّ نادرا جدّا، ذكرتها مع ذكر أصله وقدومه إلى مصر وابتداء أمره عند ذكر ترجمته بتاريخي الكبير». وعند ذكر الظّاهر خوش قدم يقول: «وقد ذكرت أصله وابتداء أمره من حين كان كتابيّا إلى أن صار سلطانا وسبب حضوره من دمشق وترقّيه للسّلطنة مبسوطا بتاريخي الكبير ممّا يضيق هذا المختصر عن ذكره».

ثم رأيته يكتب بصيغة المتكلّم عند ذكره خبر وفاة السّلطان الظّاهر جقمق سنة ٨٥٧ هـ/ ١٤٥٣ م يقول:

«وما زال في ملكه إلى ابتداء مرض موته في يوم الجمعة رابع عشرين ذي الحجة سنة ستّ وخمسين وهو يشدّ نفسه ويخرج إلى الخدمة بالدّهيشة ويعلّم على قصص كثيرة، ويجلس على مرتبته من غير أن يستعين بأحد في مشيه ولا مسند في مجلسه ويعلّم على عدّة مناشير وأنا أطيل النّظر في وجهه فلم أر عليه علامات تدلّ على موته بسرعة … ».

وهذا النّصّ موجود كلمة كلمة في كتاب «النّجوم الزّاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لأبي المحاسن يوسف بن تغري بردي (١)، وكذلك شهادة الكاتب عن فترة سلطنة الظّاهر تمربغا التي يقول فيها:

«فإنّنا لا نعلم في ملوك مصر ومن ولي تخت مصر في الدّولة التّركيّة أفضل منه ولا أجمع للفنون والفضائل، مع علمي بمن ولي مصر قديما وحديثا كما مرّ ذكرهم في تاريخنا منذ افتتحها عمرو بن العاص إلى يوم تاريخه؛ ولو شئت لقلت ولا من بني أيّوب مع علمي بمحاسن السّلطان السّعيد الشّهيد صلاح الدّين يوسف بن أيّوب وماله من اليد البيضاء في الإسلام والمواقف العظيمة والفتوحات الجليلة والهمم العالية أسكنه اللّه الجنّة» (٢).

وختم النّاسخ هذه التّتمة بقوله:

«وتسلطن بعده السّلطان الملك الأشرف قايتباي المحمودي سلطان زماننا هذا على مصر، وهو الحادي والأربعون من ملوك التّرك وأولادهم والخامس


(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٤٥٢: ١٥.
(٢) نفسه ٣٧٤: ١٦.