١٣٦١ م) بدرب قرمز، ومدرسة جمال الدّين الأستادّار (٨١١ هـ/ ١٤٠٨ م) بشارع التّمبكشيّة، وجامع أبي بكر بن مزهر (٨٨٤ هـ/ ١٤٧٩ م) بحارة برجوان. وكان مجلس القاضي يعقد في بين القصرين في المدارس الصّالحيّة النّجميّة، كما كان يوجد المارستان المنصوري، مركز مصر الطّبّي في العصر الإسلامي والذي ظلّ يؤدّي دوره حتى القرن التاسع عشر الميلادي (١).
وقد أشرت منذ قليل إلى الجوامع والقصور التي أنشئت على الأخصّ في فترة سلطنة النّاصر محمد بن قلاوون الثّالثة حول القلعة وخارج باب زويلة، والتي يمكن أن نضيف إليها كذلك:
مدرسة أمّ السّلطان شعبان (٧٧٠ هـ/ ١٣٦٩ م) بشارع باب الوزير، ومدرسة الأشرف شعبان (٧٧٧ هـ/ ١٣٧٦ م) على الصّوّة مقابل باب القلعة، وجامع أيتمش البجاسي (٧٨٥ هـ/ ١٣٨٣ م) بشارع باب الوزير، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار التاريخية لمصر الإسلامية مركّزا داخل حدود القاهرة المملوكية التي يدلّ عليها الآن مناطق الجماليّة والدّرب الأحمر والخليفة حتى صليبة ابن طولون جنوبا، وكمّ التّراث المملوكي بينها هائل وعظيم، ولكنّه في حالة متردّية بسبب الإهمال الشّديد وعدم العناية وانعدام الصّيانة، وبالتالي فهذه الجوامع غير مقامة الشّعائر ولا يمكن زيارتها ويخشى عليها من التّدمير.
وبفضل الشّواهد القليلة التي بقيت من عمائر القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، نستطيع أن نتخيّل شكل القاهرة في هذا العصر، وهي تذخر بهذا الكمّ من الجوامع والمدارس والخوانق والدّور والقصور والقياسر والوكالات التي زال القسم الأكبر منها الآن.
(١) راجع، Behrens-Abouseif، D.، «Le Caire- Topographies urbaines» dans J، -Cl.Garcin (ed.) Grandes villes mediterraneennes du mondeL ٢ musulman medieval، Rome ٢٠٠٠، pp. ١٩٩ - ٢٠٢.