الخواطر (a)، فسبحان مظهر العجائب ومحدثها، ووارث الأرض ومورّثها!
قال: ومقدار ما يحدس أنّه خرج من القصر، ما بين دينار أخذ (b) ودرهم ومصاغ وجوهر ونحاس وملبوس وأثاث وقماش وسلاح، ما لا يفي به ملك الأكاسرة ولا تتصوّره الخواطر الحاضرة، ولا يشتمل على مثله الممالك العامرة، ولا يقدر على حسابه إلاّ من يقدر على حساب الخلق في الآخرة.
وقال الحافظ جمال الدين يوسف اليغموري (١): وجدت بخطّ المهذّب أبي طالب محمد بن عليّ بن الخيمي:/ حدّثني الأمير عضد الدّين مرهف بن مجد الدين مؤيّد (c) الدّولة بن منقذ، أنّ القصر أغلق على ثمانية عشر ألف نسمة: عشرة آلاف شريف وشريفة، وثمانية آلاف عبد وخادم وأمة ومولّدة وتربية.
وقال ابن عبد الظّاهر عن القصر لمّا أخذه صلاح الدّين وأخرج من به: كان فيه اثنا عشر ألف نسمة ليس فيهم فحل إلاّ الخليفة وأهله وأولاده، ولمّا أخرجهم (d) منه أسكنوا في دار المظفّر (e) بحارة برجوان، وكانت تعرف بدار الضّيافة (e) (٢).
وقبض أيضا صلاح الدّين على الأمير داود بن العاضد - وكان وليّ العهد، وينعت بالحامد للّه - واعتقل معه جميع إخوته: الأمير أبو الأمانة جبريل، وأبو الفتوح، وابنه أبو القاسم، وسليمان ابن داود، وعبد الظّاهر بن (b) حيدرة بن العاضد، وعبد الوهّاب بن إبراهيم بن العاضد، وإسماعيل بن العاضد، وجعفر بن أبي الظّاهر بن جبريل، وعبد الظّاهر بن أبي الفتوح بن جبريل ابن الحافظ، وجماعة من بني أعمامه. فلم يزالوا في الاعتقال بدار الأفضل من حارة برجوان، إلى أن انتقل الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيّوب من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل، فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمّه واعتقلهم بالقلعة، وبها مات (f) داود بن (f) العاضد؛ واستمرّ البقيّة حتى انقرضت الدّولة الأيّوبية (٣).
(a) بولاق: الخاطر. (b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: سويد. (d) بولاق: أخرجو. (e) (e-e) زيادة من مسودة المواعظ وممّا تقدّم ٢٨٥. (f) (f-f) ساقطة من بولاق. (١) فيما تقدم ١٦: ١. (٢) ابن عبد الظاهر: الروضة ١١٤؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٦٨، ١٣٠. (٣) فيما تقدم ٢٨٦.