للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ببطن البقرة، فيرى الجالس في قصر اللّؤلؤة جميع أرض الطّبّالة وسائر أرض اللّوق وما هو من قبليها، ويرى بحر النّيل من وراء البساتين.

قال ابن ميسّر: هذه المنظرة بناها العزيز باللّه، ولمّا ولي برجوان وزارة الحاكم بأمر اللّه، بعد أمين الدّولة ابن عمّار الكتاميّ، سكن بمنظرة اللّؤلؤة في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة إلى أن قتل (١).

وفي السّادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربع مائة، أمر الحاكم بأمر اللّه بهدم اللّؤلؤة ونهبها، فهدمت ونهبت وبيع ما فيها.

وقال المسبّحي/: وفي سادس عشري ربيع الآخر - يعني سنة اثنتين وأربع مائة - أمر الحاكم بأمر اللّه بهدم الموضع المعروف باللّؤلؤة على الخليج موازاة المقس، وأمر بنهب أنقاضه، فنهبت كلّها، ثم قبض على من وجد عنده شيء من نهب أنقاض اللّؤلؤة واعتقلوا (٢).

وقال ابن المأمون: ولمّا وقع الاهتمام بسكن اللّؤلؤة والمقام فيها مدّة النّيل على الحكم الأوّل - يعني قبل وزارة أمير الجيوش بدر وابنه الأفضل - أمر بإزالة ما لم تكن العادة جارية به من مضايقتها بالبناء (٣).

ولمّا بدت زيادة النّيل، وعوّل الخليفة الآمر بأحكام اللّه على السّكن باللّؤلؤة، أمر الأجلّ الوزير المأمون بأخذ جماعة الفرّاشين، الموقوفين برسم خدمتها، بالمبيت بها على سبيل الحراسة لا على سبيل السّكن بها، (a) ثم أحضر وكيله أبا البركات محمد بن عثمان وأمره أن يمضي إلى داري الفلك والذّهب اللتين على شاطئ الخليج ويصلح ما فسد منهما ويضيف إليهما دار الشّابورة (a).

وعند ما بلغ النّيل ستة عشر ذراعا أمر بإخراج الخيم؛ وعند ما قارب النّيل الوفاء تحوّل الخليفة في اللّيل من قصوره، بجميع جهاته وإخوته وأعمامه والسّيّدات كرائمه وعمّاته، إلى اللّؤلؤة، وتحوّل المأمون إلى دار الذّهب (٤)، وأسكن الشّيخ أبا الحسن محمد بن أبي أسامة الغزالة على شاطئ


(a) (a-a) إضافة من المسودة.
(١) هذا النّصّ في الجزء الأول من تاريخ ابن ميسر الذي لم يصل إلينا. مما يدل على أن ابن ميسر تناول الفترة التي دوّنها المسبّحي؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٨٠.
(٢) المسبحي: أخبار مصر ٣٠؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٨٠.
(٣) فيما يلي ٢٤: ٢.
(٤) دار الذهب. انظر فيما يلي ٦٣: ٢.