للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّاس في لياليه، على رسمهم في ليالي الجمع وليلة النّصف، إلى جامع القاهرة - يعني الجامع الأزهر - عوضا عن القرافة، وزيد فيه في الوقيد على حافات الجامع وحول صحنه التّنانير والقناديل والشّمع على الرّسم في كلّ سنة، والأطعمة والحلوى والبخور في مجامر الذّهب والفضّة وطيف بها.

وحضر القاضي محمد بن النّعمان في ليلة النّصف في المقصورة (a) ومعه شهوده و (b) جماعة من (b) وجوه البلد، وقدّمت إليه سلال الحلوى والطّعام، وجلس بين يديه القرّاء وغيرهم والمنشدون والنّاحة. وأقام إلى نصف الليل، وانصرف إلى داره بعد أن قدّم إلى من معه أطعمة من عنده وبخّرهم.

وقال في شعبان: وكان النّاس في كلّ ليلة جمعة وليلة النّصف، على مثل ما كانوا عليه في رجب وأزيد. قال (c): وفي ليلة النّصف من شعبان كان/ للنّاس جمع عظيم بجامع القاهرة من الفقهاء والقرّاء والمنشدين، وحضر القاضي محمّد بن النّعمان في جميع شهوده ووجوه البلد، ووقدت التّنانير والمصابيح على سطح الجامع ودور صحنه، ووضع الشّمع على المقصورة وفي مجالس العلماء، وحمل إليهم العزيز باللّه الأطعمة والحلوى والبخور، فكان جمعا عظيما (١).

قال: وفي شهر رجب سنة اثنتين وأربع مائة قطع الرّسم الجاري من الخبز والحلوى الذي يقام في هذه الثلاثة الأشهر لمن يبيت بجامع القاهرة في ليالي الجمع والأنصاف، وحضر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي إلى جامع القاهرة ليلة النّصف من رجب، واجتمع النّاس بالقرافة على ما جرت به رسومهم من كثرة اللعب والمزاح (d) (٢).

روى الفاكهي في كتاب «[تاريخ] (e) مكّة» أنّ عمر بن الخطّاب كان يصيح في أهل مكّة ويقول: يا أهل مكّة أوقدوا ليلة هلال المحرّم، فأوضحوا فجاجكم لحاجّ بيت اللّه، واحرسوهم ليلة هلال المحرّم حتى يصبحوا. وكان الأمر على ذلك بمكّة في هذه الليلة حتى كانت ولاية عبد اللّه بن محمد بن داود على مكّة، فأمر النّاس أن يوقدوا ليلة هلال رجب، فيحرسوا


(a) بولاق والنسخ: بالمقصورة والمثبت من مسودة الخطط.
(b) (b-b) زيادة من مسودة الخطط.
(c) زيادة من مسودة الخطط.
(d) بعد ذلك بياض في الأصل.
(e) زيادة اقتضاها السياق.
(١) المسبحي: نصوص ضائعة ١٢ - ١٣؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١٢٠ ظ (بطاقة).
(٢) نفسه ٣٠؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٨٩: ٢.