للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم من يحضر للنّسخ، ومنهم من يحضر للتّعلّم، وجعل فيها ما يحتاج النّاس إليه من الحبر والأقلام والورق والمحابر. وهي الدّار المعروفة بمختار الصّقلبي (١).

قال: وفي سنة ثلاث وأربع مائة، أحضر جماعة من دار العلم من أهل الحساب والمنطق، وجماعة من الفقهاء منهم عبد الغني بن سعيد (٢)، وجماعة من الأطبّاء، إلى حضرة الحاكم بأمر اللّه، وكانت كلّ طائفة تحضر على انفرادها للمناظرة بين يديه، ثم خلع على الجميع ووصلهم (٣).

ووقف الحاكم بأمر اللّه أماكن في فسطاط مصر على عدّة مواضع، وضمّنها كتابا ثبت على قاضي القضاة مالك بن سعيد - وقد ذكر عند ذكر الجامع الأزهر (٤) - وقال فيه وقد ذكر دار العلم:

«ويكون العشر وثمن العشر لدار الحكمة، لما يحتاج إليه في كلّ سنة من العين المغربي مائتان وسبعة وخمسون دينارا. من ذلك لثمن الحصر العبداني وغيرها لهذه الدّار عشرة دنانير، ومن ذلك لورق الكاتب - يعني النّاسخ - تسعون دينارا، ومن ذلك للخازن بها ثمانية وأربعون دينارا، ومن ذلك لثمن الماء اثنا عشر دينارا، ومن ذلك للفرّاش خمسة عشر دينارا، ومن ذلك للورق والحبر والأقلام لمن ينظر فيها من الفقهاء اثنا عشر دينارا، ومن ذلك لمرمّة السّتارة دينار واحد، ومن ذلك لمرمّة ما عسى أن يتقطّع من الكتب وما عساه أن يسقط من ورقها اثنا عشر دينارا، ومن ذلك لثمن لبود للفرش في الشّتاء خمسة دنانير، ومن ذلك لثمن طنافس في الشّتاء أربعة دنانير».


(١) المسبحي: نصوص ضائعة ٢٢؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٣٠٠ - ٣٠١؛ واتعاظ الحنفا ٥٦: ٢.
(٢) الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي المصري محدّث وفقيه مصري لم يكن بعد الدّارقطني أحفظ منه، استتر بعد أن قتل الحاكم زميليه في دار الحكمة: ابن أبي أسامة جنادة اللغوي وأبو علي المقرئ الأنطاكي، وظل مختفيا حتى ظهر له الأمن، وتوفي سنة ٤٠٩ هـ/ ١٠١٨ م وكانت له جنازة عظيمة بالفسطاط (ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢٢٣: ٣ - ٢٢٤؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٢٦٨: ١٧ - ٢٧٣؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٩: ١٩ Bianquis، Th.، «c? Abd al-Ghani? Ibn؛» Sacid، un savant savant sunnite au service des Fatimides» dans Actes du XXIXc? Congre? s International des Orientalistes.E? tudes arabes et islamiques، Histoire Civlisation، Paris ١٩٧٥، (I، pp. ٣٩ - ٤٧.
(٣) المسبحي: نصوص ضائعة ٢٢؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٣٠١، واتعاظ الحنفا ٥٧: ٢، وفيما يلي ٢٨: ٢.
(٤) فيما يلي ٢٧٣: ٢ - ٢٧٥، وابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٤٣ - ١٥٠.