للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا بلغت آخر برج الحوت وأوّل برج الحمل، عاد الزمان كما كان عام أوّل وهذا دأبه؛ تقدير العزيز العليم، وتدبير الخبير الحكيم، لا إله إلاّ هو.

وقد شبّه بطلميوس فصل الرّبيع بزمان الطّفولية، وفصل الصّيف بالشّباب، والخريف بالكهولة، والشّتاء بالشّيخوخة.

وعن حركة الشّمس، وتنقّلها في البروج الاثني عشر المذكورة، تكون أزمان السنة وأوقات اليوم من اللّيل والنّهار وساعاتهما.

وعن حركة القمر في البروج الاثني عشر تكون الشّهور القمريّة والسّنة القمريّة.

فالقمر يدور البروج الاثني عشر، ويقطع الفلك كلّه، في مدّة ثمانية وعشرين يوما وبعض يوم، ويقيم في كلّ برج يومين وثلث يوم بالتقريب، ويقيم في كلّ منزلة من منازل القمر الثمانية والعشرين منزلة يوما وليلة، فيظهر عند إهلاله من ناحية المغرب بعد غروب جرم الشّمس، ويزيد نوره في كلّ ليلة قدر نصف سبع حتّى يكمل نوره، ويمتلئ في ليلة الرابع عشر من إهلاله، ثم يأخذ من الليلة الخامسة عشر/ في النّقصان، فينقص من نوره في كلّ ليلة نصف سبع كما بدا، إلى أن يمحق نوره في آخر ثمانية وعشرين يوما من إهلاله.

ويمرّ في هذه المدّة - منذ يفارق الشّمس، ويبدو في ناحية الغرب، وإلى (a) أن يجامعها - بثمان (b) وعشرين منزلة، وهي: السّرطان والبطين والثّريّا والدّبران والهقعة والهنعة والذّراع والنّثرة والطّرف والجبهة والزّبرة والصّرفة والعوّاء والسّماك والغفر والزّبانا والإكليل والقلب والشّولة والنّعائم والبلدة وسعد الذّابح وسعد بلع وسعد السّعود وسعد الأخبية والفرع المقدّم والفرع المؤخّر وبطن الحوت.

ولحساب ذلك كتب موضوعة، وفيما ذكر كفاية، ﴿وَاَللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [الآية ١٩ سورة النور].


(a) بولاق: ويستمر إلى.
(b) الأصول: ثمانية.