يعرفها سواه شكل الإهليلجة. ثم تحضر إليه «اليتيمة»، وهي جوهرة عظيمة لا تعرف لها قيمة، فتنتظم هي وحواليها دونها (a) من الجواهر (١)، وهي موضوعة في الحافر، وهو شكل الهلال من ياقوت أحمر ليس له مثال في الدّنيا (٢)، فتنظم على خرقة حرير أحسن وضع، ويخيطها شادّ التاج بخياطة خفيّة (b) ممكنة فتكون بأعلى جبهة الخليفة - ويقال إنّ زنة الجوهرة سبعة دراهم، وزنة الحافر أحد عشر مثقالا - وبدائرها قصب زمرّد ذبّابي له قدر عظيم (٣).
ثم يؤمر بشدّ المظلّة التي تشاكل (c) تلك البدلة المحضرة بين يديه، وهي مناسبة للثياب (٤)، ولها عندهم جلالة لكونها تعلو رأس الخليفة. وهي اثنا عشر شوزكا، عرض سفل كلّ شوزك شبر، وطول ثلاثة أذرع وثلث، وآخر الشّوزك من فوق دقيق جدّا، فيجتمع ما بين الشّوازك في رأس عمودها (d) بدائرة، وهو قنطارية (٥) من الزّان ملبّسة بأنابيب الذّهب، وفي آخر أنبوبة تلي الرأس من جسمه فلكة بارزة مقدار عرض إبهام، فيشدّ آخر الشّوازك في حلقة من ذهب، ويترك متّسعا في رأس الرّمح وهو مفروض، فتلقى تلك الفلكة فتمنع المظلّة من الحدور في العمود المركوز (e). ولها أضلاع من خشب الخلنج مربّعات مكسوة بوزن الذّهب، على عدد الشّوازك، خفاف في الوزن طولها طول الشّوازك، وفيها خطاطيف لطاف وحلق يمسك بعضها بعضا، وهي تنضم وتنفتح على طريقة شوكات الكيزان، ولها رأس شبه الرّمّانة، ويعلوه رمّانة صغيرة كلّها ذهب مرصّع بجوهر يظهر للعيان، ولها رفرف دائر يفتحها من نسبتها عرضه أكثر من شبر ونصف، وسفل الرّمّانة فاصل يكون مقداره ثلاث أصابع. فإذا أدخلت الحلقة الذهب الجامعة لآخر شوازك المظلّة في رأس العمود، ركّبت الرّمّانة عليها ولفّت في عرض دبيقي مذهّب، فلا يكشفها منه
(a) بولاق: ما دونها. (b) بولاق: خفيفة. (c) بولاق: تشابه. (d) بولاق: عودها. (e) بولاق: المذكور. (١) القلقشندي: صبح الأعشى ٤٦٨: ٣. (٢) انتقل الفص الحافر، وهو من ياقوت أحمر وزنه سبعة دراهم، إلى الخلفاء الفاطميين بمصر من بني العباس (الذخائر والتحف ١٩٣). (٣) القلقشندي: صبح الأعشى ٤٦٨: ٣، ٤٦٩. (٤) أكّد ابن الطّوير في أكثر من موضع على ضرورة أن تكون المظلة من نفس لون الثياب التي يرتديها الخليفة الفاطمي في المواكب. ويبدو أن هذا التقليد استجدّ في القرن السادس، فالمسبّحي في مطلع القرن الخامس يذكر في أكثر من موضع أن المظلة كانت تخالف لون ثياب الخليفة. (أخبار مصر ٦٢، ٦٤، ٦٦، ٨٠)، وكانت دائما مظلة مذهبة مثقل، وانظر كذلك ناصر خسرو: سفرنامه ٩٦؛ Canard، M.، op.cit.، p. ٣٨٩ n. ٣؛ وفيما يلي ٤٨٩). (٥) عن معنى قنطارية، انظر فيما تقدم ٣٨١.