وعدّة ما ذبح ثلاثة أيام النّحر، في هذا العيد وعيد الغدير، ألفان وخمس مائة وأحد وستون رأسا. تفصيله: نوق: مائة وسبعة عشر رأسا، بقر: أربعة وعشرون رأسا، جاموس: عشرون رأسا، هذا الذي ينحره ويذبحه الخليفة بيده في المصلّى والمنحر وباب السّاباط؛ ويذبح الجزّارون من الكباش ألفين وأربع مائة رأس.
والذي اشتملت عليه نفقات الأسمطة في الأيام المذكورة - خارجا عمّا يعمل بالدار المأمونية من الأسمطة، وخارجا عن أسمطة القصور عند الحرم؛ وخارجا عن القصور الحلواء والقصور المنفوخ المصنوعة بدار الفطرة: ألف وثلاث مائة وستة وعشرون دينارا وربع وسدس دينار؛ ومن السّكّر برسم القصور والقطع المنفوخ: أربعة وعشرون قنطارا. تفصيله: عن قصرين في أوّل يوم خاصّة اثنا عشر قنطارا، المنفوخ عن ثلاثة الأيام اثنا عشر قنطارا (١).
وقال في سنة ستّ عشرة وخمس مائة: وحضر وقت تفرقة كسوة عيد النّحر، ووصل ما تأخّر فيها بالطّراز، وفرّقت الرّسوم على من جرت عادته بها (a) - خارجا عمّا أمر به من تفرقة العين المختصّ بهذا العيد وأضحيته، وخارجا عمّا يفرّق على سبيل الشّرف من (b) المناخ، ومن باب السّاباط مذبوحا ومنحورا: ست مائة دينار وسبعة عشر دينارا.
وفي التاسع من ذي الحجّة جلس الخليفة الآمر بأحكام اللّه على سرير الملك، وحضر الوزير وأولاده، وقاموا بما يجب من السّلام، واستفتح المقرئون، وتقدّم حامل المظلّة وعرض ما جرت عادته من المظال الخمسة التي جميعها مذهّب، وسلّم الأمراء على طبقاتهم، وختم المقرئون، وعرضت الدّوابّ جميعها والعمّاريات والوحوش، وعاد الخليفة إلى محلّه.
فلمّا أسفر الصّبح خرج الخليفة وسلّم على من جرت عادته بالسّلام عليه - ولم يخرج شيء عما جرت به العادة في الرّكوب والعود - وغيّر الخليفة ثيابه ولبس ما يختصّ بالنّحر - وهي البدلة الحمراء بالشّدّة التي تسمّى ب «شدّة الوقار»(٢)، والعلم الجوهر في وجهه بغير قضيب ملك في يده - إلى أن دخل المنحر. وفرشت الملاءة الدّبيقي الحمراء، وثلاث بطائن مصبوغة حمر ليتّقي بها الدم، مع كون كلّ من الجزّارين بيده مكبّة صفصاف مدهونة يلقي بها الدم عن الملاءة، وكبّر
(a) ساقطة من بولاق. (b) الشرف من: زيادة من المسودة ومخطوطة Liege. (١) ابن المأمون: أخبار مصر ٢٥ - ٢٦؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١٧٧. (٢) انظر عن شدّة الوقار فيما يلي ٤٦٨ - ٤٦٩، ٥٤٥.