للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤذّنون، ونحر الخليفة أربعا وثلاثين ناقة، وقصد المسجد الذي آخر صفّ المنحر، وهو معلّق بالشّروب والفاكهة المعبّأة فيه، بمقدار ما غسل يديه، ثم ركب من فوره.

وجملة ما نحره وذبحه الخليفة خاصّة في المنحر وباب السّاباط - دون الأجلّ الوزير المأمون وأولاده وإخوته - في الثلاثة الأيام ما عدّته ألف وتسع مائة وستة أربعون رأسا، تفصيله: نوق:

مائة وثلاث عشرة ناقة، نحر منها في المصلّى عقيب الخطبة ناقة، وهي التي تهدى وتطلب من آفاق الأرض للتبرّك بلحمها. ونحر في المناخ مائة ناقة، وهي التي يحمل منها للوزير وأولاده وإخوته والأمراء والضّيوف والأجناد والعسكرية والمميّزين من الرّاجل، وفي كلّ يوم يتصدّق منها على الضّعفاء والمساكين بناقة واحدة، وفي اليوم الثالث من العيد تحمل ناقة منحورة للفقراء في القرافة (١).

وينحر في باب السّاباط ما يحمل إلى من حوته القصور، وإلى دار الوزارة، وإلى الأصحاب والحواشي، اثنتا عشرة ناقة وثماني عشرة بقرة/ وخمس عشرة جاموسة، ومن الكباش ألف وثمان مائة رأس، ويتصدّق كل يوم في باب السّاباط بسقط ما يذبح من النّوق والبقر.

وأمّا مبلغ المنصرف على الأسمطة في الثلاثة الأيام، خارجا عن الأسمطة بالدار المأمونية.

فألف وثلاث مائة وستة وعشرون دينارا وربع وسدس دينار. ومن السّكّر برسم قصور الحلاوة والقطع المنفوخ المصنوعة بدار الفطرة خارجا عن المطابخ، ثمانية وأربعون قنطارا (٢).

وقال ابن الطّوير: فإذا انقضى ذو القعدة وأهلّ ذو الحجّة، اهتمّ بالركوب في عيد النّحر - وهو يوم عاشره - فيجري حاله كما جرى في عيد الفطر من الزّيّ والرّكوب إلى المصلّى، ويكون لباس الخليفة فيه الأحمر الموشّح، ولا ينخرم منه شيء.

وركوبه ثلاثة أيام متوالية، فأوّلها وهو (a) يوم الخروج إلى المصلّى والخطابة كعيد الفطر، وثاني يوم وثالثه إلى المنحر - وهو المقابل لباب الرّيح الذي في ركن القصر، المقابل لسور دار سعيد السّعداء الخانقاه اليوم وكان براحا خاليا لا عمارة فيه - فيخرج من هذا الباب الخليفة بنفسه،


(a) ساقطة من بولاق.
(١) ابن المأمون: أخبار مصر ٤٠ - ٤١؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١٧٧ - ١٧٩.
(٢) نفسه ٤٢؛ نفسه ١٧٩، وفيما يلي ٥٠١.