عساكره وقد ملك القدس، فدخل عسقلان، وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب ﵄ فأخرجه وعطّره، وحمله في سفط (١) إلى أجلّ دار بها، وعمّر المشهد، فلمّا تكامل حمل الأفضل الرّأس الشّريف على صدره، وسعى به ماشيا إلى أن أحلّه في مقرّه.
وقيل إنّ المشهد الذي بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي، وكمّله ابنه الأفضل (٢).
وكان حمل الرأس إلى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمس مائة. وكان الذي وصل بالرّأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها كان، والقاضي المؤتمن ابن مسكين مشارفها. وحصل في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (٣).
= الأعيان ١٩١: ١؛ النويري: نهاية الأرب ٢٤٦: ٢٨ - ٢٤٧. وعن الأرتقيين والأمير إيلغازي راجع، ابن العديم، زبدة الحلب ١٨٠: ٢ - ١٩٨؛ Cahen، Cl.، El ٢ art. Artukides I، pp. ٦٨٣ - ٨٨; Sussheim، K.، El ٢ art. Ilgh?zi III، p. ١١٤٦. (١) سفط ج. أسفاط. محركة كالجوالق أو كالقفّة (الفيروزأبادي: القاموس المحيط ٨٦٥). (٢) هذه الرواية التي شكّ فيها ابن ميسّر - هي الرواية الصحيحة، فتوجد على منبر جامع عسقلان - الموجود الآن في مدينة الخليل - كتابتان تاريخيتان تؤكدان أن أمير الجيوش بدر الجمالي هو الذي بنى مشهد عسقلان سنة ٤٨٤ هـ/ ١٠٩١ م في خلافة المستنصر باللّه (راجع van Berchem، M.، «La chaire de la moque? e d'He? bron»، Festschrift Eduard Sachau zum siebizgsten Geburtstage gewidmet Frunden und Schulern، Berlin ١٩١٥، p. ١٣١; Jaussen، J. -A.، «Inscriptions coufiques de la chaire du martyr al-Husayn a? Wiet، G.، «Notes d'epigraphie syro-musulma- nes»، Syrio V (١٩٢٤)، pp. ٢١٦ - ٢٨; id.، RCEA WII n? ٢٧٩٠ - ٩١; Grabar، O.، Ars Orientalis VI (١٩٦٦)، pp. ٢٩ - ٣٠ n ٠? ٥٥؛ وفيما يلي نص إحدى الكتابتين وهي ستة أسطر من الخط الكوفي المزهر الدقيق بحرف بارز على الخشب: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ﴿نَصْرٌ مِنَ اَللّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ لعبد اللّه ووليّه معدّ أبي تميم الإمام المستنصر باللّه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطّاهرين وأبنائه البررة الأكرمين صلاة باقية إلى يوم الدين. ممّا أمر بعمل هذا المنبر فتاه السّيّد الأجلّ أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو النّجم بدر المستنصري عضّد اللّه به الدّين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته للمشهد الشّريف بثغر عسقلان مسجد مولانا أمير المؤمنين أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما في شهور سنة أربع وثمانين وأربع مائة». وجاء في النص الثاني: « … وتقدّم بإنشاء هذا المنبر برسم المشهد الشّريف الذي أنشأه ودفن فيه هذا الرأس في أشرف محلة … وأنفق على جميع ذلك من فضل ما أتاه اللّه من حرّ ماله وخالص ما ملكه … وكان إنشاء هذا المنبر في سنة أربع وثمانين وأربع مائة». (٣) ابن ميسر: أخبار مصر ٦٥ - ٦٦؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٢: ٣ والمقفى الكبير ٦١٥: ٣، ومسودة المواعظ