وأمّا الباب المعروف اليوم بباب الفتوح، فإنّه من وضع أمير الجيوش، وبين يديه باشورة قد ركبها الآن النّاس بالبنيان لمّا عمّر ما خرج عن باب الفتوح (١).
جزء من النّصّ الإنشائي لباب الفتوح
[النّصّ التأسيسي لباب الفتوح (الإقبال)
«بسملة. لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، محمّد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه، صلّى اللّه عليهما وعلى الأئمة من ذرّيتهما أجمعين [الآية ٢٥٦ سورة البقرة]- بعزّ اللّه العزيز الجبّار يحاط الإسلام وتنشأ المعاقل والأسوار. رأى إنشاء هذا باب الإقبال والسّور المحيط بالمعزّية القاهرة المحروسة حماها اللّه فتى مولانا وسيّدنا معدّ أبي تميم الإمام المستنصر باللّه أمير المؤمنين، صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الأئمّة الطّاهرين وأبنائه الأكرمين، السّيّد الأجلّ أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو النّجم بدر المستنصري عضّد اللّه به الدّين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته، الذي حصّن اللّه بحسن تدبيره الدّولة والأنام، وشمل صلاحه بإذن اللّه تعالى الخاصّ والعامّ، وابتغاء ثواب اللّه ورضوانه وطلب فضله وإحسانه وصيانة كرسي الخلافة. وازدلافا إلى اللّه بحياطة الكافّة. وبدئ بعمله في محرّم سنة ثمانين وأربع مائة للهجرة الحنيفية، وصلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ وعلى آله الأئمّة الطّاهرين وسلّم تسليما إلى يوم الدّين، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل»].
(١) ما زال باب الفتوح الذي أقامه بدر الجمالي سنة ٤٨٠ هـ/ ١٠٨٧ م موجودا، وأطلقت عليه الكتابة التاريخية الخاصة بالنص التأسيسي اسم «باب الإقبال»، وهي كتابة بالقلم الكوفي البارز على الرخام ارتفاعها ٣٤ سم، وممتدة على ٥٨، ٩٢ مترا طوليّا تبدأ مباشرة من على الحائط الملاصق لشرق الباب وتنتهي على الواجهة الشمالية للنتوء الذي يدعم الباب.