للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا ابتداء «خطّ بين القصرين» وكان قديما، في أيام الدّولة الفاطمية، مراحا واسعا ليس فيه عمارة ألبتّة يقف فيه عشرة آلاف فارس. والقصران هما موضع سكنى الخليفة: أحدهما شرقيّ وهو «القصر الكبير»، وكان على يمنة السّالك من موضع خان مسرور طالبا باب النّصر وباب الفتوح؛ وموضعه الآن المدارس الصّالحيّة النّجمية والمدرسة الظّاهرية الرّكنيّة وما في صفّها من الحوانيت والرّباع إلى رحبة العيد، وما وراء ذلك إلى البرقيّة. ويقابل هذا القصر الشّرقي القصر الغربي، وهو «القصر الصّغير»، ومكانه الآن المارستان المنصوري وما في صفّه من المدارس والحوانيت إلى تجاه باب الجامع الأقمر (a).

فإذا ابتدأ السّالك بدخول بين القصرين من جهة خان مسرور، فإنّه يجد على يسرته درب السّلسلة. ثم يسلك أمامه فيجد على يمينه الزّقاق المسلوك فيه إلى سوق الأمشاطيين المقابل للمدرسة الصّالحية التي للحنفيّة والحنابلة، وإلى الزّقاق الملاصق لسور المدرسة المذكورة المسلوك فيه إلى خطّ الزّراكشة العتيق حيث خان الخليلي وخان منجك (١)، وإلى الخوخ السّبع حيث الآن سوق الأبّارين، وإلى الجامع الأزهر، وإلى المشهد الحسيني وغير ذلك.

ثم يسلك أمامه شاقّا في سوق السّيوفيين الآن، فيجد على يساره دكاكين السّيوفيين، وعلى يمينه دكاكين النّقليين ظاهر سوق الكتبيين الآن، وعلى يساره سوق الصّيارف برأس باب الصّاغة، وكان قديما مطبخ القصر قبالة باب الزّهومة.

ثم يسلك أمامه فيجد على يمينه باب المدارس الصّالحية تجاه باب الصّاغة. ثم يسلك أمامه فيجد عن يمينه القبّة الصّالحيّة وبجوارها المدرسة الظّاهرية الرّكنية، ويجد على يساره باب المارستان المنصوري، وفي داخله القبّة المنصورية التي فيها قبور الملوك، وتحت شبابيكها دكك القفصيات التي فيها الخواتيم ونحوها، فيما بين القبّة المذكورة والمدرسة الظّاهرية المذكورة، وفي داخله أيضا المدرسة المنصورية، وتحت شبابيكها أيضا دكك القفصيات فيما بين شبابيكها وشبابيك المدرسة الصّالحية التي للشّافعية والمالكية، وتحتها خيمة الغلمان بجوار قبّة الصّالح، وفي داخله أيضا المارستان الكبير المنصوري المتوصّل من باب سرّه إلى حارة زويلة، وإلى الخرنشف وإلى الكافوري وإلى البندقانيين وغير ذلك.


(a) في مسودة المواعظ بعد ذلك: ثم نرجع إلى ذكر الخطط فنقول.
(١) عن خان الخليلي انظر فيما يلي ٩٤: ٢، ولم يفرد المقريزي خان منجك بمدخل مستقل.