قال في الأصل: وإذا نزل زحل برج الجوزاء، عزّت الأقوات بمصر، وقلّ أغنياؤهم، وكثر فقراؤهم، ويكون الموت فيهم، ويخرج أهل برقة عن أوطانهم، لا سيما إذا قارن زحل الجوزهر، فإنّ الحال يكون أشدّ وأقوى.
قال الشارح: كان ذلك في سنة أربع وستين وستّ مائة، في أيام الملك الظّاهر ركن الدين بيبرس، فإنّه نزل زحل برج الجوزاء، فوقع الغلاء. وفي آخر سنة أربع وأوّل سنة خمس وتسعين وستّ مائة، في أيّام الملك العادل كتبغا، حلّ زحل في برج الجوزاء، وكان معه الجوزهر، فكانت أشدّ وأقوى، وكثر الغلاء والوباء.
قال: سئل المعزّ عن التّرك: ما هم؟ فقال: قوم مسلمون، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الحدود والواجبات، ويقاتلون في سبيل اللّه أعداء اللّه؛ فقيل له: أتطول مدّتهم؟ قال: لا تطول مدّتهم؛ قيل: فكيف يكون زوالهم؟ قال: يكون هكذا، وكان إلى جانبه طبق كيزان، فحرّكه حركة شديدة فتكسّرت الكيزان، فقال: هكذا يكون زوالهم، يقتل بعضهم بعضا، قال:
[الكامل]
احذر بنيّ من القران العاشر … وارحل بأهلك قبل نقر الناقر
قال الشّارح: أوّل القران العاشر في سنة خمس وثمانين وسبع مائة، وفيه تكون حالات رديئة بأرض مصر، وهذا يوافق ما في القول عن القاهرة، وتخرب في سنة خمس وثمانين وسبع مائة - يعني بداية انحطاطها من سنة خمس وثمانين وسبع مائة التي فيها القران العاشر، ويثبت في عشرين سنة التي هي أيام القران. وقد ذكر في الرّبع/ الآخر أربع مائة وإحدى وستّين سنة، وقد تخيّلت أنّها مدّة عمر القاهرة، فإذا زدتها على تاريخ عمارتها، بلغ ذلك ثمان مائة وتسع عشرة
= محيي الدين بن عربي (بين ملاحم أخرى في حدثان الدول أو حدثان الملّه)، وذكر أنّها في كلام طويل شبه ألغاز لا يعلم تأويله إلاّ اللّه لتخلّله أوفاق عددية ورموز ملغوزة وأشكال حيوانات تامة، ورءوس مقطعة، وتماثيل من حيوانات غريبة، وفي آخرها قصيدة على رويّ اللام، لأنها لم تنشأ عن أصل علمي من نجامة ولا غيرها. (المقدمة ٨٣٨). وذكر عثمان يحيى في كتابه: «تاريخ وتصنيف مؤلّفات ابن عربي» كتاب «الملحمة» وأن منه نسختين: واحدة في مكتبة فيض اللّه بإستانبول برقم ٢١١٩ (٣٥٢ - ٣٦٠) كتبت سنة ١٠٨٨ هـ، وأخرى في المكتبة الوطنية بباريس برقم ٢٦٧٥ (٥٣ - ٥٧)، كما لها شرح مجهول المؤلف عنوانه «الملحمة الشمسية في كشف العلوم الخفيّة»، منه نسخة في مكتبة فيض اللّه بإستانبول برقم ٢١١٩ (٤٥٢ - ٥٢٣). Yahya، O.، Histoire) et classification de l'aeuvre d'Ibn c Arabi، Damas (١٩٦٤، p. ٣٥٥.