تعتمد على هذه النّشرة أيّة دراسة تناولت تاريخ المدينة وتاريخ العمارة الإسلامية بها.
واستبعدت منذ البداية جميع النّسخ التي كتبت بعد سنة ألف للهجرة، وانتقيت من النّسخ الأخرى أقدم وأوضح النّسخ المنقولة من خطّ المؤلّف Apographe، إضافة بالطّبع إلى مسوّدات المقريزي نفسه التي كتبها بخطّه Autographe، وخلصت من دراسة هذه النّسخ إلى إمكانية تقسيم نسخ كتاب «المواعظ والاعتبار» - التي اخترت منها أصولي - إلى ثلاثة أقسام رئيسة: أوّلها وأهمّها «مسوّدات المقريزي» المكتوبة بخطّه، وهذه هي أنفس النّسخ وأعتقها، وللأسف فإنّها لا تقدّم لنا نصّا كاملا للكتاب كان سيغنينا عن مقابلة أيّة نسخ أخرى له؛ والثّاني «النّسخ المنقولة من خطّ الشّيخ تقيّ الدين المقريزي مباشرة»، وهي الأساس الذي اعتمدت عليه في تقديم نصّ صحيح تامّ للكتاب؛ وتأتي بعد ذلك نسخ لم تنقل مباشرة من خطّ الشّيخ المقريزي تتّفق في أخطائها وتصحيفاتها وأسقاطها مع الأصول التي اعتمدت عليها طبعة بولاق، وقد استبعدت أيضا تماما هذا القسم الأخير، خاصّة وأنّ نشرة بولاق - التي حرصت على إثبات أخطائها وتصحيفاتها وأسقاطها في هوامش هذه النّشرة الجديدة ليتّضح منها حجم الأخطاء التي اشتملت عليها طبعة بولاق - تقدّم لنا أنموذجا لنسخ هذا القسم الثالث.
وتحتفظ أغلب مكتبات العالم المشهورة بنسخ من كتاب «المواعظ والاعتبار» أو «الخطط» للمقريزي، ذكر القسم الأكبر منها - الذي يوجد على الأخصّ في مكتبات أوروبا - كارل بروكلمان Carl Brockelmann (١٨٦٨ - ١٩٥٦) في «تاريخ الأدب العربي»(١)، وتفضّل العلاّمة الواسع الاطّلاع البروفيسير فؤاد سزجين Fuat Sezgin فأمدّني مشكورا بما كتبه عن مخطوطات «الخطط» في الجزء الخاصّ بالجغرافيا (لم يصدر بعد) من كتابه الكلاسيكي «تاريخ التّراث العربي». وأغلب ما أضافه سزجين خاصّ بنسخ الكتاب المحفوظة في مكتبات استانبول، والتي حرصت على الاطّلاع عليها اثناء زيارتي لاستانبول في شهر مارس سنة ٢٠٠١ لحضور مؤتمر «Theoretical Approache to the Transmission and Edition of Oriental Manuscripts» الذي نظّمه المعهد الألماني للأبحاث الشرقية بالتعاون مع جامعة استانبول والمعهد الفرنسي للدّراسات الأناضولية باستانبول. ومن خلال ما ذكره كلّ من بروكلمان وسزجين وكذلك جاستون فييت في مقدّمات الأجزاء التي أصدرها من كتاب «المواعظ والاعتبار»، ومن خلال مراجعاتي الشّخصية لمخطوطات «الخطط» في المكتبات العالمية التي