للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حضر، إلاّ بكّار بن قتيبة/ وآخرين، وقال بكّار: لم يصحّ عندي ما فعله أبو أحمد ولم أعلمه، وامتنع من الشّهادة والخلع، وكان ذلك لإحدى عشرة (a) خلت من ذي القعدة (١).

فبلغ ذلك الموفّق، فكتب إلى عمّاله بلعن أحمد بن طولون على المنابر، فلعن عليها بما صيغته:

«اللّهمّ العنه لعنا يفلّ حدّه ويتعس جدّه، واجعله مثلا للغابرين، إنّك لا تصلح عمل المفسدين».

ومضى أحمد إلى طرسوس فنازلها، وكان البرد شديدا، ثم رحل عنها إلى أدنة (٢).

وسار إلى المصّيصة فنزلت به علّة الموت. فأعدّ السّير يريد مصر حتّى بلغ الفرما، فركب النّيل إلى الفسطاط، فدخل لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة سبعين، فأوقف بكّار بن قتيبة، وبعث به إلى السّجن. وتزايدت به العلّة حتى مات ليلة الأحد لعشر خلون من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين. فلمّا بلغ المعتمد موته اشتدّ وجده وجزعه عليه، وقال يرثيه (٣):

[المتقارب]

إلى اللّه أشكو أسى … عراني كوقع الأسل

على رجل أروع … يرى منه فضل الرّجل (b)

شهاب خبا وقده … وعارض غيث أفل

شكت دولتي فقده … وقد (c) كان زين (d) الدّول

فقام بعده ابنه أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وبايعه الجند يوم الأحد لعشر خلون من ذي القعدة (٤)، فأمر بقتل أخيه العبّاس لامتناعه عن مبايعته. وعقد لأبي عبد اللّه أحمد الواسطي على جيش إلى الشّام لستّ خلون من ذي الحجّة، وعقد لسعد الأيسر على جيش آخر، وبعث بمراكب في البحر لتقيم على السّواحل السّواحل الشّاميّة. فنزل الواسطي فلسطين، وهو خائف من


(a) عند الكندي لاثنتي عشرة ليلة.
(b) بولاق: الوجل.
(c) ساقطة من بولاق.
(d) بولاق: يزين.
(١) الكندي: ولاة مصر ٢٥١ - ٢٥٢.
(٢) نفسه ٢٥٤.
(٣) نفسه ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٤) راجع أخبار أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون أيضا عند، الكندي: ولاة مصر ٢٥٨ - ٢٦٤؛ ابن سعيد: المغرب (قسم مصر) ١٣٤ - ١٤٠؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢٤٩: ٢ - ٢٥١؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤٤٦: ١٣ - ٤٤٨؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٤١٦: ١٣ - ٤١٨؛ المقريزي: المقفى الكبير ٨١١: ٣ - ٨٣٣؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٤٩: ٣ - ٨٧؛ Haarmann، U.، El ٢? art.Khuma? rawayh V، pp.
٥٠ - ٥٢.