وكان كثير الصّدقة في اللّيل، وأظهر أنّه تصلح له الخلافة وطمع فيها، فسخط عليه هارون الرّشيد، وعزله لأربع بقين من ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين ومائة (١).
ثم ولي موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس، من قبل الرّشيد، على الصّلاة. فأذن للنّصارى في بنيان الكنائس التي هدمها عليّ بن سليمان، فبنيت بمشورة اللّيث بن سعد وعبد اللّه بن لهيعة (٢). ثم صرف لأربع عشرة خلت من رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائة، فكانت ولايته سنة وخمسة أشهر ونصفا (٣).
ثم ولي مسلمة بن يحيى بن قرّة بن عبيد اللّه البجلي من أهل جرجان (٤)، من قبل الرّشيد، على الصّلاة، ثم صرف في شعبان سنة ثلاث وسبعين فوليها أحد عشر شهرا (٥).
ثم ولي محمّد بن زهير الأزدي على الصّلاة والخراج لخمس خلون من شعبان، فبادر الجند لعمر بن غيلان صاحب الخراج، فلم يدفع عنه، فصرف بعد خمسة أشهر في سلخ ذي الحجّة سنة ثلاث وسبعين ومائة (٦).
فولي داود بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة، وقدم هو وإبراهيم بن صالح بن عليّ، فولي داود الصّلاة، وبعث بإبراهيم لإخراج الجند الذين ثاروا من مصر. فدخل لأربع عشرة خلت من المحرّم سنة أربع وسبعين ومائة، فأخرجت الجند العديدة إلى المشرق والمغرب في عالم كثير، فساروا في البحر فأسرتهم الرّوم. وصرف لستّ خلون من المحرّم سنة خمس وسبعين، فكانت ولايته سنة ونصف شهر (٧).
ثم ولي موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس، على الصّلاة والخراج، من قبل الرّشيد. فدخل لسبع خلون من صفر سنة خمس وسبعين، وصرف لليلتين بقيتا من صفر سنة ستّ وسبعين ومائة، فولي سنة واحدة (٨).
(١) الكندي: ولاة مصر ١٥٤، ١٥٥. (٢) انظر أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٦٦: ٢. (٣) الكندي: ولاة مصر ١٥٥ - ١٥٦. (٤) في النجوم الزاهرة ٧١: ٢، أصله من أهل خراسان وقيل من جرجان. (٥) الكندي: ولاة مصر ١٥٦. (٦) نفسه ١٥٧، وفيه أن الجند الثائرين يطلق عليهم «القديديّة». (٧) نفسه ١٥٧ - ١٥٨. (٨) نفسه ١٥٨ - ١٥٩، وفي النجوم الزاهرة ٨٠: ٢، إلاّ أياما قليلة وأن سبب عزله أنّه همّ بالخروج على الرشيد.