ووقع الوباء بمصر، فهرب أبو عون إلى يشكر، واستخلف صاحب شرطته عكرمة بن عبد اللّه ابن عمرو بن قحزم. وخرج إلى دمياط في سنة خمس وثلاثين ومائة، واستخلف عكرمة، وجعل على الخراج عطاء بن شرحبيل. وخرج القبط بسمنّود، فبعث إليهم وقتلهم (١).
وورد الكتاب بولاية صالح بن عليّ على مصر وفلسطين والمغرب، جمعت له، ووردت الجيوش من قبل أمير المؤمنين السّفّاح لغزو المغرب (٢).
فولي صالح بن عليّ الثانية على الصّلاة والخراج، فدخل لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ستّ وثلاثين ومائة، فأقرّ عكرمة على شرطة الفسطاط، وجعل على شرطته بالعسكر يزيد بن هانئ الكندي، وولّى أبا عون جيوش المغرب، وقدّم أمامه دعاة لأهل إفريقيّة. وخرج أبو عون في جمادى الآخرة، وجهّزت المراكب من الإسكندرية إلى برقة (٣).
فمات السّفّاح في ذي الحجّة، واستخلف أبو جعفر عبد اللّه بن محمد المنصور، فأقرّ صالح، وكتب إلى أبي عون بالرّجوع، وردّ الدّعاة وقد بلغوا سرت (a). وبلغ أبو عون برقة، فأقام بها أحد عشر يوما، ثم عاد إلى مصر في جيشه، فجهّزه صالح إلى فلسطين لحربه، فغلب وسيّر إلى مصر ثلاثة آلاف رأس. ثم خرج صالح إلى فلسطين، واستخلف ابنه الفضل، فبلغ بلبيس ورجع (٤).
ثم خرج لأربع خلون من رمضان سنة سبع وثلاثين، فلقي أبا عون بالفرما، فأمّره على مصر صلاتها وخراجها ومضى؛ فدخل أبو عون الفسطاط لأربع بقين من رمضان (٥).
فولي أبو عون ولايته الثانية من قبل صالح بن عليّ، ثم أفرده أبو جعفر بولايتها. وقدم أبو جعفر بيت المقدس، وكتب إلى أبي عون بأن يستخلف على مصر ويخرج إليه، فاستخلف عكرمة على الصّلاة وعطاء على الخراج، وخرج للنصف من ربيع الأوّل سنة إحدى وأربعين ومائة. فلمّا صار إلى أبي جعفر ببيت المقدس، بعث أبو جعفر موسى بن كعب، فكانت ولاية أبي عون هذه ثلاث سنين وستة أشهر (٦).
(a) بولاق: شبرت. (١) الكندي: ولاة مصر ١٢٣. (٢) نفسه ١٢٣. (٣) نفسه ١٢٣ - ١٢٤. (٤) نفسه ١٢٤ - ١٢٥. (٥) نفسه ١٢٦. (٦) نفسه ١٢٧.