للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعافري، وكانوا هم الذين أنزلوا النّاس وفصلوا بين القبائل، وذلك في سنة إحدى وعشرين (١).

خطّة أهل الرّاية - أهل الرّاية جماعة من قريش والأنصار وخزاعة وأسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة وثقيف ودوس وعبس بن بغيض وجرش من بني كنانة وليث بن بكر، والعتقاء منهم، إلاّ أنّ منزل العتقاء في غير الرّاية (٢). وإنّما سمّوا أهل الرّاية، ونسبت الخطّة إليهم، لأنّهم جماعة لم يكن لكلّ بطن منهم العدد ما ينفرد بدعوة من الدّيوان، فكره كلّ بطن منهم أن يدعى باسم قبيلة غير قبيلته؛ فجعل لهم عمرو بن العاص راية ولم ينسبها إلى أحد، فقال: يكون موقفكم تحتها، فكانت لهم كالنّسب الجامع، وكان ديوانهم عليها. وكان اجتماع هذه القبائل لما عقده رسول اللّه من الولاية بينهم.

وهذه الخطّة محيطة بالجامع من جميع جوانبه، ابتدأوا من المصفّ الذي كانوا عليه في حصارهم الحصن - وهو باب الحصن الذي يقال له باب الشّمع - ثم مضوا بخطّتهم إلى حمّام الفأر، وشرعوا بغربيها إلى النّيل، فإذا بلغت إلى النّحّاسين، فالجانبان لأهل الرّاية إلى باب المسجد الجامع، المعروف بباب الورّاقين، ثم يسلك على حمّام شمول.

وفي هذه الخطّة زقاق القناديل إلى تربة عفّان، إلى سوق الحمام، إلى باب القصر الذي بدأنا بذكره.

خطّة مهرة بن حيدان بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير (٣) - وخطّة مهرة هذه قبليّ خطّة الرّاية. واختطت مهرة أيضا على سفح الجبل الذي يقال له جبل يشكر ممّا يلي الخندق، إلى شرقيّ العسكر، إلى جنان بني مسكين. ومن جملة خطّة مهرة الموضع الذي يعرف اليوم بمساطب الطّبّاخ، واسمه حمد.

ويقال إنّ الخطّة التي لهم قبليّ الرّاية، كانت حوزا لهم يربطون فيها خيلهم إذا رجعوا إلى الجمعة، ثم انقطعوا إليها وتركوا منازلهم بيشكر.

خطّة تجيب - وتجيب هم بنو عديّ وسعد ابني الأشرس بن شبيب بن السّكن بن الأشرس بن كندة (٤)، فمن كان من ولد عديّ وسعد يقال لهم تجيب. وتجيب أمّهم: وهذه الخطّة تلي خطة مهرة، وفيها درب الممصوصة، آخره حائط من الحصن الشّرقي.


(١) ابن دقماق: الانتصار ٣: ٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٦٥: ١.
(٢) نفسه ٣: ٤.
(٣) نفسه ٣: ٤.
(٤) نفسه ٣: ٤.