أمّا نسخة المكتبة الوطنيّة في باريس رقم ٣٠ - ١٧٢٩ التي اعتبرها قييت أقدم نسخ الكتاب، وذكر أنّ تاريخ كتابتها هو ٨٧٤ هـ، فعند ما راجعت هذه النّسخة أثناء وجودي في باريس وجدت أنّها نسخة مليئة بالأسقاط وطالعها شخص وقابلها على نسخة صحيحة واستدرك هذه الأسقاط على هوامشها، وسقطت من مجلّدها الأوّل ورقة كاملة أثناء ورقة r ١٣٦ استدركها المقابل في طيّارة كبيرة بين صفحات المجلّد. وتاريخ كتابة النّسخة ليس سنة ٨٧٤ هـ، كما ذكر قييت، وإنّما ٩٧٤ هـ، وكتبها محمد بن عمر بن خطّاب الدّميري في ثاني عشر رجب الفرد من هذه السّنة.
***
ويلاحظ أن التّقسيم الأصلي للكتاب كما أراده مؤلّفه جاء في أربع مجلّدات، ومع ذلك فإنّنا نجد نسخا من الكتاب ذات تقسيم ثلاثي (يبدأ المجلّد الثّاني من «ذكر ما قيل في مدينة فسطاط مصر»، ويبدأ المجلّد الثّالث من «ذكر الجزائر»)، وأخرى ذات تقسيم ثنائي، بينما لم أجد سوى نسختين تقعا في مجلّد واحد، إحداهما نسخة مكتبة سان بطرسبرغ رقم (٨٩) ٤١ المؤرّخة نحو سنة ٩٨٥ هـ، والثّانية نسخة مكتبة جامعة ليدن رقم Or. ٢٧٦ وهي نسخة بخط دقيق تقع في ٩٧٠ ورقة، قياسها ٣٢، ٥ * ٢٢، ٥ سم، وقياس الجزء المكتوب منها ٢٢، ٥ * ١٤، ٥ سم، ومسطرتها ٤١ سطرا، وورقتها الأولى والأخيرة مجدولة بالذّهب واللازورد، وكتبت عناوينها الرّئيسة بالخطّ الثّلث المشكول بالمداد الأحمر، وعناوينها الفرعية بالقلم النّسخ، وكتب ناسخها بعض الأبيات الشّعرية الواردة فيها بالمداد الأحمر والأسود بالتّبادل، وجاء في حرد متنها:
«آخر المجلّد الرّابع من تجزئة المصنّف وبتمامه تمّ الكتاب. وكتب هذا الجزء وما قبله وما قبله إلى انتهاء تمامه أقلّ عبيد اللّه وأحوجهم إليه الفقير إلى اللّه تعالى حجازي بن يحيى الجيزي. غفر اللّه لمن طالع فيه ودعا له بالمغفرة والمسلمين، وصلّى اللّه على سيّدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد للّه ربّ العالمين.
أيا قارئا خطّي سألتك دعوة … إلى اللّه في عبد مقرّ بذنبه»
ولا يوجد بحرد المتن تاريخ للنّسخ، والأرجح أنّها من خطوط القرن الحادي عشر.
= الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة والإسكندرية وأديرة القطر المصري، الجزء الثاني - المجلد الأول، القاهرة ١٩٤٢.