للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي أعدّها قائمة تامّة، خاصّة وأنّ طبعة بولاق التي اعتمد عليها لا تحوي أيّة كشّافات كما أنّها تشتمل على أكثر من ألف صفحة، مسطرة كلّ صفحة ٣٩ سطرا. وقد وفّر هذا العمل دون شكّ جهدا كبيرا على المهتمين بهذا الموضوع في غياب كشّاف تحليلي للكتاب، ولكنّه لم يلبّ رغبة ماكس فان برشم أو أمنية كراتشكوفسكي بعد ذلك في تخصيص بحث لدراسة مصادر المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار».

ووعد جاستون فييت في مقدّمة نشرته الجزئية للخطط بأنّه سينشر في مجلّد مستقلّ دراسة عن حياة المقريزي سيدرس فيها بالتّفصيل على الأخصّ مصادر الخطط.

«J'ai publiera، dans un volume special، une etude biographique de Maqri? zi?، ou j'examinerai en detail plus particulierement les sources du present travail».

وعلى ذلك ظلّت مصادر المقريزي التي اعتمد عليها في كتابة كتابه الضّخم «المواعظ والاعتبار» تفتقر إلى هذه الدّراسة التي أرجو أن أوفّق في تقديمها في الصّفحات التالية.

وقد استطاع المقريزي فيما يتعلّق بنقاط معيّنة (أخبار النّوبة - الأهرام - أقسام مال مصر - الملّوك المصريون القدماء - الدّعوة الفاطمية - المواكب الاحتفالية عند الفاطميين … ) أن يحصل على موادّ ذات قيمة كبرى تقتصر معرفتنا بها في أحايين كثيرة على ما حفظه لنا هو منها.

وقد نقل المقريزي نصوصا كاملة لمؤلّفين قدماء، ففي عصر الكتاب المخطوط لم تكن أمام المؤلّفين عند استخدام مصادر قديمة طريقة أخرى سوى نقل نصّها كاملا، فلم يجدوا طريقة مناسبة لإطلاع القارئ على المصدر الذي أخذوا عنه أو للإشارة إلى نصوص سبق ذكرها في الكتاب أو إلى صفحات سابقة، إلاّ تضمين هذه النّصوص مرّة أخرى، فلم يكن المؤلّفون القدماء متأكّدين دائما من أنّ الكتب التي ينقلون عنها ميسورة دائما لهؤلاء القرّاء.

وتبعا لذلك فإنّ بعض أقسام كتاب «الخطط» تمثّل نقلا صريحا عن مؤلّفين آخرين قد يستغرق أحيانا صفحات، مثلما فعل مع ابن عبد الحكم والكندي وابن وصيف شاه وعليّ بن رضوان والبيروني وابن المأمون وابن الطّوير وابن المتوّج، غير أنّ هذه المواد المنقولة قد تمّ التأليف بينها بصورة لا تخلو من المهارة والإبداع، واستخرجت من عدد هائل من الآثار الأدبية فقد بعضها تماما بالنسبة لنا مثل مؤلّفات: القضاعي وابن المأمون وابن الطّوير والمسبّحي والقاضي الفاضل وابن أبي طيّ وابن المتوّج واليوسفي وغيرها كثير، وهو لا يهمل في العادة الإشارة إلى مؤلّفيها، ويستثنى من ذلك المؤلّفون قريبو العهد من المقريزي الذين نقل عنهم نقولا مطوّلة دون أدنى إشارة إليهم مثل: ابن فضل اللّه العمري والنّويري والصّفدي وابن الفرات، وربّما كذلك ابن دقماق